فيلم انتقام لذيذ وممتع ومختلف،
وأداء مدهش من "كاري موليغان"
Promising
Young Woman
فيلم "شابّة واعدة" هو فيلم انتقام لذيذ
وممتع ومختلف عن أفلام الانتقام المعتادة، وهو للكاتبة والمخرجة الشابة الواعدة
"إميرالد فينل"، في تجربتها الإخراجية الأولى على الإطلاق، وقد أدهشتني
حقاً بهذا الفيلم، وأتوقع لها مستقبلاً زاهراً لو استمرت على هذا المنوال وطوّرت
من نفسها، والجدير بالذكر أن "إميرالد فينل" بدأت مشوارها الفني كممثلة
ثانوية في الأفلام والمسلسلات، وقد شاركت أيضاً في كتابة النصوص التلفزيونية.
تدور أحداث الفيلم حول "كاساندرا"، وهي شابة
مضطربة وذات نزعة انتقامية تجاه الآخرين بسبب حدث عصيب ومؤلم تعرّضت له صديقتها
المقرّبة "نينا" أثناء دراستهما معاً في كلية الطب، حيث تنسحب
"كاساندرا" من الكلية ويصبح همّها الوحيد هو الانتقام لصديقتها
"نينا".
الفنانة "كاري موليغان" بدأت مشوارها في
التمثيل لأول مرة بدور بسيط في الفيلم العظيم "Pride & Prejudice"، ومن بعده انطلقت وشاركت في مجموعة من الأفلام البريطانية
والأمريكية، وأشهرها فيلم "An Education" الذي ترشّحت عنه لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وفي كل مرة
يصبح أداؤها أفضل، وذلك لأنها تنتقي الأدوار بعناية، وتصرّ على تطوير موهبتها
باستمرار.
في هذا الفيلم "كاري موليغان" قدّمت
أفضل أداء في مسيرتها السينمائية لحد الآن، وقد يكون أفضل أداء لممثلة في عام 2020،
وبكل تأكيد ستترشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وقد تفوز بها لو حالفها الحظ.
شخصية "كاساندرا" هي شخصية ثرية بالمشاعر والانفعالات والتعابير
والتحوّلات، وقد أبدعت حقاً في تقمّصها.
بقية النجوم، بمن فيهم: "بو بورنهام"
و"أليسون بري" و"آدم برودي" قدّموا أداءً جميلاً، ولا أنسى النجمين
"ألفريد مولينا" و"كوني برايتون" بظهورهما القصير. المستوى الفني
والتقني للفيلم كان متميزاً، كما أن اختيارات الموسيقى والأغاني كانت منسجمة جداً
مع الأحداث.
النص السينمائي الذي كتبته "إميرالد
فينل" كان مبتكراً فعلاً بالنسبة لأفلام الانتقام، حيث لا نرى هنا بطلة تنتقم
بهمجية وتقتل مئات البشر وتدمّر العالم وكل ما يقف في طريقها، بل ما نراه هو انتقام
واقعي وبدافع نبيل، ويعكس لنا فعلياً ما خاضته "كاساندرا" طوال تلك
السنوات من غضب وحزن وألم، وقد تأثرت كثيراً بشخصيتها وتعاطفت معها.
لقد استمتعت كثيراً بمشاهدة هذا الفيلم بأحداثه
المشوّقة التي تجمع بين الدراما والكوميديا السوداء والإثارة. نهاية الفيلم كانت
صادمة وغير متوقعة، ولكنها مُرضية بالنسبة لي. أتوقع للفيلم نصيباً من ترشيحات
جوائز الأوسكار، وهو يستحق ذلك بجدارة، لأنه واحد من أفضل عام 2020 بكل تأكيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق