The Secret Life of Bees
قصة تتوغّل في اكتشافات الماضي ومشاكل الحاضر وآمال المستقبل
كصورةٍ واقعية
للحياة في ريفِ "كارولاينا الجنوبية" بعام 1964، فيلم "الحياة
السرّية للنحل" يحلم حلماً مستحيلاً. كقصةِ حبٍّ وأمل، إنّه ساحرٌ وخلّاب. هل
يجب أن يكون مؤلماً؟ ليس بالضرورة، فنحن نستشعر الألم في قلب السعادة، والحياة بلا
ألم لا تجلب الأمل.
إنّ هذا الفيلم سيُرضي
كل عشّاق الرواية الشهيرة التي كتبتها "شو مونك كيد"، وقد وصفها أحد
النقّاد بالرواية الخضراء، الحلوة، الرقيقة، وكذلك وصفها بـ "الصحّية"،
وكم هو وصفٌ غريب ونادر. بمشاهدة هذا الفيلم سنرى أنّ كل تلك الصفات موجودة في قلب
القصّة.
قبل كل شيء،
الفيلم يحتوي على شخصيات رائعة يؤديها نجومٌ رائعون. الفنانة "كوين
لاتيفا" تمزج الإيمان والفكاهة والعظمة في شخصية "أوغست بوترايت"،
والتي تبدو كعرّابة جنيّة. إنّها تعيش في منزلٍ لونه مثل لون أرنب عيد الفصح،
وتقوم بجمع العسل من أجل كسب لقمة العيش، ومعها شقيقتيها "جون" وهي
عازفة على آلة التشيلو وناشطة حقوق مدنية، و"ماي" التي تعيش حالة اكتئاب
ولا تقوى على أي شيء يثير الحزن والألم.
على بُعد أميال،
تعيش الفتاة المراهقة "ليلي أوينز" مع والدها القاسي. صديقتها المقرّبة
ومن تدافع عنها هي الخادمة السوداء "روزالين"، وتتحمّل قسوة الأب لأنّها
لا تريد الابتعاد عن "ليلي". في أحد الأيام تصل الجرأة بـ
"روزالين" لأن تحاول تسجيل اسمها في التصويت العام، وإثر ذلك تتلقّى
الضرب المبرح من العنصريين. النتيجة بالطبع هي اعتقالها، فتقوم "ليلي"
بمساعدتها على الهروب، ومعاً تتّجهان إلى مدينة "تيبورون" التي تعرفها
بسبب عثورها على شيء أثار فضولها في مقتنيات والدتها الراحلة، وهذا الشيء هو ملصق
لزجاجة عسل.
تصل "ليلي"
و"روزالين" إلى عتبة باب منزل "أوغست". تقوم بإدخلاهما على
الرغم من استياء شقيقتها "جون". هنا تماماً تبدأ القصة الرئيسية التي
تتضمن اكتشافات الماضي ومشاكل الحاضر وآمال المستقبل. هناك العديد من الأحداث
الميلودرامية في الفيلم، وقد تم عرضها بأسلوبٍ شيّق، ولن يفيد أن أكشفها لكم هنا.
النجمة
"داكوتا فانينغ" لطالما بدت كامرأة ناضجة أكثر من مجرد فتاة مراهقة، وفي
هذا الفيلم أبدعت في تقمّص شخصية "ليلي" بجرأتها وصراحتها. النجمة
البريطانية "سوفي أوكونيدو" تضفي للفيلم نكهة حزينة ولكن رائعة من خلال
أدائها المميز لشخصية "ماي" التي تمر بالعديد من التحوّلات العاطفية، والأسباب
مقنعة جداً. أداؤها المبهر في فيلم "فندق رواندا" كان سبباً رئيسياً لاختيارها
لهذا الدور. الفنانة "أليشا كيس" تثبت أنها ليست فقط مغنيّة بل ممثلة
موهوبة أيضاً، فقد لعبت شخصية "جون" المعقّدة بشكل جميل للغاية.
الفنانة
"جينيفر هادسون" أبهرت الجميع بأدائها المذهل في الفيلم الموسيقي الاستعراضي
"فتيات الأحلام"، وقد كان فيلمها الأول، إلّا أنّ ذلك لم يمنعها من
الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة. في هذا الفيلم أدّت دور الخادمة
"روزالين" بإبداع وأثبتت لنا موهبتها الفريدة. المخرجة "جينا برينس
بيثوود" قدّمت عملاً رائعاً في تجربتها الاخراجية الأولى للسينما، وهي أيضاً
من كتبت النص السينمائي باقتباسه من الرواية الأصلية. تم إنتاج الفيلم بعام 2008.
"الحياة
السرّية للنحل" هو فيلم رائع ومؤثر يعيدنا إلى الماضي لنعرف مِن أين أتينا
وإلى أين نحن ذاهبون، ويعلّمنا كيف نتغلّب على الحزن لنجعل حياتنا أكثر إشراقاً
وسعادة. لقد تأثرت كثيراً بالفيلم لأنه يكرّم رواية أحبّها الكثير من القرّاء
لأسباب كثيرة. وجود عائلة مثل "أوغست بوترايت" وشقيقتيها هو حلم جميل،
وفي تلك الأيام العصيبة، كان المجتمع بحاجة لأن يحلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق