الخميس، 3 أبريل 2014

The Phantom of The Opera 2004


The Phantom of The Opera

دعوة للاستماع إلى موسيقى الليل مع "كريستين" و"شبح الأوبرا"

 

 ما الذي تثبته النسخة السينمائية لـ "شبح الأوبرا"؟! إنّها تثبت أننا نحتاج لمزيد من الأفلام الموسيقية الاستعراضية. "مولان روج" كان مذهلاً، و"شيكاغو" كان شيئاً فريداً، و"شبح الأوبرا" يسرق القلوب. اكتفينا من مشاهدة الأفلام التجارية التي ليس بها أي مضمون أو عبرة، وصار الأمر بالنسبة لنا كالحلم لنشاهد فيلماً موسيقياً في هذه الأيام، ولا يسعنا إلّا الرجوع إلى زمنها المجيد قبل عقود ومشاهدة الروائع مثل: "صوت الموسيقى" و"سيّدتي الجميلة" و"ماري بوبينز" والكثير غيرها. أتمنى أن يعود مجد الأفلام الموسيقية الاستعراضية كما كان في السابق، ونستمتع بمزيج القصص والموسيقى والأغاني.

"شبح الأوبرا" هي رواية شهيرة للكاتب الفرنسي "غاستون ليغو"، وقد قام الموسيقار "أندرو لويد ويبر" بتحويل نص الرواية إلى أضخم عملٍ مسرحي بعام 1986، وقد لاقى نجاحاً باهراً، وبعد 18 عاماً يعود ليُحيي تحفته الموسيقية بإنتاج فيلم سينمائي رائع وقد قام بكتابة نصّه بالإضافة للأغاني مع الموسيقى والألحان، وأخرجه "جويل شوماخر".

تدور أحداث الفيلم في دار الأوبرا الباريسية بعام 1870، ونلتقي بالشابة الجميلة "كريستين دايي" التي تخطو إلى عالم النجومية بعد خروج مغنّية الأوبرا المدلّلة "كارلوتا" من العرض الموسيقي. تلقّت "كريستين" دروساً خاصة من "ملاك الموسيقى" الغامض لسنوات عدّة. أستاذها الخفي علّمها الغناء بشكل رائع مما جعلها تغنّي كملاك وتبهر مدراء المسرح بما يكفي ليجعلوها بطلتهم الجديدة.

في حين تعتقد "كريستين" الساذجة أنّ أستاذها الخفي هو روح والدها الراحل، ولكن السيّدة التي تبّنتها تعرف الحقيقة. هذا الأستاذ في الواقع هو "الشبح" المشوّه الذي يعيش في دار الأوبرا. إنّه موسيقار عبقري جنّ جنونه، وقد أتيحت له الفرصة ليقع في حب "كريستين" تدريجياً طوال السنوات الماضية. ما إن تصعد "كريستين" على خشبة المسرح وتتألّق بجمالها وصوتها العذب، ينبهر بها الجمهور وخصوصاً الشاب الغني والوسيم "راوول" الذي يقع في حُبّها حالاً، وهذا الأمر يثير قلق وغضب "الشبح"، إذ أنّ علاقته بـ "كريستين" تصبح في خطر.

ينجح "راوول" في كسب حب "كريستين"، و"الشبح" يرى ذلك بعينيه الحزينتين والمليئتين بالغضب. خلال هذه الرحلة الموسيقية التي تعّج بالرومانسية والغموض سنعيش لحظات لا تُنسى مع الأغاني الخلّابة والموسيقى الرائعة. الممثلون قدّموا عملاً جبّاراً بتأديتهم للأغاني بجانب التمثيل، والنجمة "إيمي روسوم" بوجهها البريء وصوتها الرقيق كانت مناسبة جداً لدور "كريستين"، وهي الواقع تلّقت التدريب في دار أوبرا ميتروبوليتان منذ أن كانت في الثامنة من عمرها، وقد شعرنا أنّها وُلِدَت للعب هذا الدور.

النجم "باتريك ويلسون" امتلك التهوّر والمسحة الرومانسية اللازمة لدور "راوول" الذي يصبح في حرب غير معلنة مع "الشبح" بلحظة وقوعه في حب "كريستين". الفنان "جيرارد باتلر" لم يكن الشخص المناسب للعب دور "الشبح" لكونه غير مشهور حينها، ولكنّه فاجأ الجميع بأداء رائع ومميّز للغاية. نرى الغموض والجمال الداكن والألم المكبوت في ذلك الوجه المغطّى بقناعٍ أبيض، والذي يخفي أسراراً أكثر من مجرد تشوّه خُلقي.

ليسوا هم وحدهم من أذهولنا بأدائهم الاستعراضي والغنائي، فقد شاركهم الإبداع نجومٌ مميزون مثل الفنانة "ميريندا ريتشارسون" في دور السيّدة "غيري"، والفنان "سايمون كالو" في دور "آندري"، وكذلك "ميني درايفر" التي أبدعت في تقمّص شخصية مغنيّة الأوبرا المغرورة "كارلوتا". ترشّح الفيلم لنيل 3 جوائز أوسكار بعام 2004 لأفضل تصميم مواقع وأفضل تصوير وأفضل أغنية.

فيلم "شبح الأوبرا" هو متعة سمعية وبصرية، وأدعو كل عشّاق المسرح والموسيقى والسينما لأن يشاهدوا هذا الإبداع الذي صاغه الفنان "أندرو لويد ويبر". إنّه حقّاً فيلم مذهل وساحر بقصّة الحب الغامضة والأغاني الخلّابة. نستمع للشبح وهو يغنّي بصوتٍ حزين: "قولي أنّكِ ستشاركيني حُبّاً واحداً وحيّاة كاملة.. قوديني، أنقذيني من وِحدتي.. قولي أنّكِ تريدنني هنا بجانبكِ.. أيّ مكانٍ ستذهبين إليه، دعيني أذهب أيضاً.. كريستين، هذا كل ما أطلبه منكِ!!".