الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

Stardust 2007


Stardust

فنتازيا رومانسية مليئة بالمغامرات والتشويق مع "تريستان" و"إيفين"

 

كم هو أمرٌ رائع ومدهش أن نشاهد قصّة خيالية حول السحرة واللصوص والأمراء والقراصنة. فيلم "رماد نجمة" يروي قصة نجمة تسقط من السماء ويلتقطها رجلٌ شاب. إنّه فيلم جميل وفاتن، يأخذنا في رحلة مدهشة تفوق الخيال. الفيلم مأخوذ من رواية الكاتب الشهير "نيل غيمان"، وأخرجه "ماثيو فون" الذي قام أيضاً بكتابة النص السينمائي مع زميلته "جين غولدمان"، والنتيجة هي تحفة خيالية كلاسيكية لا تُنسى.
الشاب "تريستان" يعيش في قرية غريبة يُطلق عليها اسم "الجدار"، وذلك بسبب الطوب القديم الذي يحيط بها من كل جانب، وسكّانها يشعرون بالأمان والطمأنينة لأن هذا الجدار يحميهم من الأخطار التي تكمن خلفه. بطلنا الشاب مفتون بفتاة جميلة ومغرورة تُدعى "فيكتوريا"، وفي إحدى الليالي تَعِدُه بالزواج بشرط أنْ يُحضر لها نجمة سقطت من السماء، وهكذا يهرب "تريستان" من قرية الجدار للسعي وراء مهمّته الصعبة، وحينها لم يدرك أن النجمة التي يبحث عنها ستكون في هيئة فتاة مضيئة.
هذه الحبكة لوحدها تكفي لأيّة قصة خيالية، فماذا سيكون أجمل من نجمة تسقط من السماء في هيئة فتاة؟! تلك هي البداية فقط، حيث ستحيط بمغامرات "تريستان" عدّة حبكات لا تخطر على البال. ننتقل إلى مملكة "ستورمهولد" السحرية، ونلتقي بالملك العجوز الذي يحتضر، ومن حوله نرى أبناءه المتعطّشين للسلطة، والذين هم على استعداد لقتل أحدهم الآخر من أجل الفوز بالعرش الملكي.
الأمراء المقتولون يظلّون موجودين في القصة كأشباح، وبالنسبة لهم هذه هي مرحلة مؤقتة تسبق الموت، ولن يموتوا ما لم يعثر أحد الأشخاص على الحجر الكريم الذي أخفاه الملك العجوز قبل موته، حيث من يعثر عليه سيكون هو ملك "ستورمهولد". الحجر بالتأكيد هو بحوزة النجمة "إيفين".
تأخذنا المغامرة أيضاً إلى ثلاث ساحرات شريرات يتمنين الحصول على قلب نجمة من أجل استعادة شبابهن وجمالهن وخداع الموت مرّة أخرى. تقوم إحداهن باستخدام ما تبقّى من السحر لاسترجاع شبابها بشكل مؤقت حتى تتمكن من الذهاب والبحث عن النجمة. تلك الساحرة الشريرة تُدعى "لميا". سنكون أيضاً على موعد مع القبطان الغامض "شكسبير" الذي يملك سفينة قرصنة تتجول بين الغيوم، وهو معروف لدى الجميع بأنّه شرير ولا يرحم، فما هو المصير الذي ينتظر بطلنا الشاب إنْ يمسك به هذا القبطان الشرير؟!
يبدو الأمر أنّ كل تلك الحبكات ستكون كثيرة لفيلم واحد، ولكن هناك توازن دقيق في النص السينمائي الذي تمت صياغته من المخرج، ولا يعني ذلك أنّ كل حبكة تأتي بعد الأخرى، بل جميع الحبكات تتداخل مع بعضها وتتفاعل بأسلوب مشوّق للغاية. في منتصف رحلة السحر والعجائب هناك جرعة كبيرة من الفكاهة والمرح كالتي اختبرناها في الفيلم الرائع "الأميرة العروس" للمخرج المبدع "روب راينر".
الفنان الكبير "روبرت دي نيرو" لعب شخصية القبطان "شكسبير" بشكل رائع جداً، واستطاع أن يجمع الشر مع الكوميديا في أدائه المتقن، ولا ننسى الفنانة الرائعة "ميشيل فايفر" التي لعبت دور الساحرة "لميا" بإبداع، ولم نعهدها سابقاً بهذا الشر. الفنان "تشارلي كوكس" لم يكن مشهوراً في بداياته البسيطة، وكانت فرصة العمر بالنسبة له بأداء شخصية البطل الشاب "تريستان"، وقد استطاع أن يبهرنا بأدائه المميّز. النجمة "كلير دينس" لعبت دور النجمة "إيفين" التي سقطت من السماء، وقد أدت الدور بشكل مذهل جداً. الفنانة "سيينا ميلر" بظهورها القصير قدّمت أداءاً مميّزاً لشخصية "فيكتوريا"، وكذلك الفنان المخضرم "بيتر أوتول" أتحفنا بإطلالته الرائعة في دور الملك العجوز.
طاقم الممثلين كان مدهشاً جداً بوجود نجومٍ كبار ومواهب شابّة مميزة، والفضل يعود للمخرج "ماثيو فون" الذي تمكّن من بناء فيلمه على أساس قوي، ابتداءاً بالنص السينمائي الدقيق، مروراً بالموسيقى المذهلة لـ "إيلان إشكيري"، وجميع الفنّيين المبدعين الذين جعلوا الفيلم بهذا المستوى الراقي من خلال التصوير الخلّاب والمؤثرات البصرية المتقنة. فيلم "رماد نجمة" الذي أنتِج بعام 2007 هو وليمة للعيون والقلوب.
كيف سيكون حال النجمة "إيفين" وهي مُطارَدة من شاب عاشقٍ يريد تقديمها هدية لمعشوقته، ومن أمراء متعطّشين للسلطة، ومن ساحرة شريرة تحلم باستعادة شبابها وجمالها، وكثيرين غيرهم؟! ستجدون الإجابة من خلال مشاهدتكم لهذا الفيلم المدهش.
 


 

هناك تعليق واحد: