الأربعاء، 3 فبراير 2021

Sun Children 2020

 

فيلم إيراني جميل مُهدى إلى 152 مليون طفل يعملون في كل أنحاء العالم!

خورشيد (Sun Children)

 

فيلم "خورشيد"، أو "أطفال الشمس" حسب عنوانه المعتمد عالمياً، هو فيلم إيراني جميل ومؤثر جداً، للكاتب والمخرج الشهير "مجيد مجيدي"، الذي قام بكتابة النص السينمائي مع زميله "نيما جاويدي". لقد عُرض الفيلم في مهرجان البندقية السينمائي في دورته الأخيرة في سبتمبر 2020، وحقّق أصداءً إيجابية لدى النقاد، وكان له نصيب من جوائز المهرجان.


لطالما كانت الأفلام الإيرانية تجذبني ببساطتها وعفويتها في السرد، ولعل أكثر ما يجذبني هو التمثيل المذهل من الجميع. الممثلون الإيرانيون يمتلكون موهبة نادرة في التمثيل، ومعظهم لم يسبق لهم دراسة التمثيل أساساً، واعتمدوا فقط على موهبتهم، وبالطبع أي مخرج متمكّن يستطيع قيادة الممثلين لإظهار أفضل ما عندهم.

مستوى تمثيلهم يفوق وبمراحل متقدمة مستوى تمثيل معظم الممثلين الخليجيين والعرب الذين درسوا وامتهنوا التمثيل، بل وقد ينافس الممثلين العالميين في أوروبا وآسيا وأمريكا، حيث من النادر أن نشاهد فيلماً يبدع فيه جميع طاقم الممثلين، صغاراً وكباراً، دون استثناء، وخير مثال على ذلك الفيلم العظيم "A Separation" للكاتب والمخرج المبدع "أصغر فرهادي".


أفلام المخرج "مجيدي" دائماً ما تكون قريبة من المجتمع الإيراني البسيط، ويتناول من خلالها قصصاً مهمة وتلقي الضوء على الواقع المؤلم الذي يعيشه المجتمع في إيران، وفي فيلمه هذا يسرد قصة بسيطة ظاهرياً ولكنها تحمل معاني عميقة جداً.

تدور الأحداث في إحدى القرى الإيرانية حول "علي" وأصدقائه الثلاثة، الذين يكافحون في الحياة ويعملون ويكدحون لإعانة عائلاتهم، بالرغم من أنهم أطفال ولا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة، إذ ينخرطون في أي عملٍ كان، ويلجأون أحياناً لبعض الجرائم البسيطة كالسرقة للحصول على المال بسهولة.

يقوم أحد رجال القرية بتكليف "علي" بالبحث عن كنز مدفون تحت الأرض، فيضم أصدقاءه معه في هذه المهمة، التي تتطلب منهم جميعاً الالتحاق بمدرسة الشمس لإتمامها، حين يُفترض أن موقع الكنز قريب من المدرسة أو يقبع أسفلها. هذه المدرسة تأسست بتبرعات خيرية من بعض الأفراد في القرية، والتي تهدف لاحتواء الأطفال العاملين وأطفال الشوارع لتعليمهم وحماية مستقبلهم.


ما يبدو في بادئ الأمر أنه فيلم دراما تربوي يهدف إلى تحفيز الأطفال للدراسة يتحول شيئاً فشيئاً إلى فيلم مغامرات كما في قصص الأطفال الخيالية لنتوقع له نهاية هوليوودية طفولية، حتى يصدمنا لاحقاً بحبكته العميقة واللاذعة التي تؤكد لنا مدى عمق الرسالة التي يودّ "مجيدي" إيصالها للجمهور، وقد أبدع في ذلك حقاً.

مستوى إنتاج الفيلم متقدّم من النواحي التقنية بالنسبة للأفلام الإيرانية البسيطة، فقد كان التصوير جميلاً، والإضاءة أيضاً والمونتاج. أداء الممثلين دون شك هو سر جمال الفيلم، وعلى رأسهم النجم الواعد "روح الله زماني"، الذي قدّم أداءً رائعاً جداً وآسراً للحواس بشخصية البطل "علي"، بالرغم من أنها التجربة الأولى له في عالم التمثيل على الإطلاق، فكما ذكرت السر يكمن في الموهبة ومن يصقلها فقط.

بقية النجوم، بمن فيهم "علي نصيريان" و"جواد عزتي" والأطفال الموهوبين، جميعهم قدّموا أداءً مميزاً. لقد تم اختيار هذا الفيلم ليمثّل إيران في جوائز الأوسكار القادمة عن فئة أفضل فيلم عالمي، وأتمنى أن يترشح ويفوز بالجائزة، حيث أنني إلى الآن لم أشاهد فيلماً أجنبياً غير ناطق بالإنجليزية أفضل من هذا الفيلم في عام 2020، فقد كان بالفعل فيلماً جميلاً ومؤثراً، واستمتعت بمشاهدته.



هناك تعليق واحد:

  1. حاولت اكتب التعليق ده عند مراجعة فيلم Ruby Sparks 2012 لكن التعليق مكنش بيحمل اصلا ، عموما التعليق اهو .
    مراجعه جميلة وهاديه ، حبيت انها اتكلمت مش بس عن الفيلم لأ كمان المخرجين و الكاتبة حسيت لميت الفيلم كده اكتر وشوفته من نظرة أكبر ، حبيت كمان اخر فقرة في المراجعة مش عارفه بعد ما قرأتها حسيت مخي نور كده 😂.
    لفيت في المدونة وقرأت مراجعه لكذا فيلم شوفت قبل كده ، المراجعات بالنسبالي ممتعه اسلوب الكتابه هادي ، وخليتني عايزه اشوفهم تاني بعد ما قرأت مراجعتك. 😄
    أنا حبيت المدونة عموما وفكرت كل مرة اختار منها فيلم واتفرج عليه واجي اقرأ مراجعتك عنه .😄

    ردحذف