Everlasting Moments
صور جميلة من حياتنا ستظلّ خالدة في قلوبنا
فيلم "لحظات خالدة" يعتبر من أروع
الأفلام السويدية على الإطلاق، والذي حاز على إعجاب النقّاد في جميع أنحاء العالم،
وقد أخرجه السويدي "جون ترول"، ويروي الفيلم قصّة حب جميلة تدور في عام
1911.
تتمحور أحداث القصة حول "ماريا
لارسون" وهي أم لسبعة أطفال تعيش مع زوجها السكّير الذي لا يكترث لشيء أبداً
ولا يهتم بشئون أسرته، ولكن "ماريا" امرأة قوية ومحافظة، وعلى الرغم من
الوضع المادّي السيئ فقد استطاعت أن تربّي أبناءها تربية صالحة بعملها في تنظيف
بيوت القرية مقابل أجرٍ زهيد.
حين تزوّجت "ماريا" بـ "سيغفرد"
قبل سنوات، فازت بكاميرا فوتوغرافية في أوراق اليانصيب، وقد احتفظت بها طيلة هذا الوقت
دون أن تستخدمها مطلقاً، فتقرر الذهاب إلى الأستوديو كي تبيعها وتحصل على بعض
المال لشراء بعض الطعام لأبنائها، وتقابل هناك المدير "سيبستيان بيدرسن"
الذي يفحص الكاميرا بعناية كي يشتريها، وما يلفت اهتمامه أنّ صفيحة التصوير فارغة
تماماً ولم تُستخدم، فيقرّر أن يشتري الكاميرا على أن تحتفظ بها "ماريا"
وتستخدمها للتصوير ثم تقوم بتحميض الفيلم في متجره.
"ماريا" امرأة غير مثقفة، ومستواها
التعليمي بسيط، لكنها موهوبة في التصوير. إنها مفتونة بـ "سيبستيان"
الذي يكبرها بالعمر، والذي يعاملها برقّة وحنان، ونكتشف مع الوقت أنّهما وقعا في
الحب.
كلا!!! الفيلم ليس حول تركها لزوجها السكّير
أو أن تصبح مصوّرة مشهورة، بل هو حول تغيير نمط حياتها باكتشاف موهبتها الفريدة،
وهي تستمر بالبقاء إلى جانب زوجها برباط أقوى من الزواج، فهي تؤمن بأنّ الزوجة يجب
عليها أن تستمر بزواجها مهما اشتدّت الصعاب، كما لو كان الأمر قدرها المحتوم، وقد
اتّخذت "ماريا" جانباً مستقلاً في عيش حياتها كما تحب، فحين سافر زوجها
إلى الحرب، عملت مصوّرة لحفلات الزفاف من أجل إعالة أبنائها.
الفنانة "ماريا هيسكانن" التي تلعب
دور "ماريا لارسون" تجعلها تبدو امرأة خجولة وتخاف أن تلقي نظرة قريبة على
نفسها، ولم تعتد أن تعامَل بلطف من أحد كما يعاملها "سيبستيان" الذي
يحترمها ويشفق عليها. من الأمور الغامضة في الفيلم هو سر تمسّك "ماريّا"
بزواجها الذي سبّب لها التعاسة، في حين أنها تشعر بالاحتمالات الكبرى من
"سيبستيان" في رغبته بالزواج منها.
أمّا "ميكائيل بيرسبرانت" الذي قام
بدور "سيغفرد"، فلم يجعل منه رجلاً سيئاً، بل أظهره كرجل ضعيف أمام
الكحول. انظروا إلى "سيبستيان" الذي قام بأداء دوره "جسبر
كرستنسن" فقد أحبّ "ماريا" منذ أن التقاها لأول مرة وأراد أن
يحميها من المشاكل التي قد يسبّبها لها. القصّة شديدة الدقّة في إظهار تدرّج الحب
بين الشخصيات.
الفيلم يعكس الشخصية العظيمة للمخرج
"جون ترول" الذي اعتاد أن يُظهر في أفلامه شخصيات تسعى لملئ حياتها
بالأفضل دائماً والتفاؤل لما يخبئه المستقبل لهم، وبعد أن شاهدت الفيلم قرأت ما
كتبه النقّاد حوله وانبهرت برأي أحدهم، والذي قال: "وجدت أنّ الصور القديمة
تجلب الذكريات السعيدة لمن حولنا، فنستطيع أن نرى ما كنّا عليه، وأن نتذكر أجمل
اللحظات التي ستبقى خالدة في قلوبنا".
قصة الفيلم رائعة جداً، وقد اقتبسها المخرج
من رواية كتبتها زوجته "أغينتا" التي هي نفسها استوحتها من حياة أحد
أفراد عائلتها!!! "ماريا لارسون" عاشت هذه الحياة والتقطت الصور التي
شاهدناها، والراوية التي نستمع لصوتها في الفيلم هي ابنتها "مايا
لارسون".
تم اعتماد الفيلم من لجنة جوائز الأوسكار
كالفيلم الرئيسي بإسم السويد والذي اختير لاحقاً مع 8 أفلام غيره من دول أخرى للدخول
في القائمة النهائية للترشّح لجائزة أفضل فيلم أجنبي، وقد ترشّح أيضاً لجائزة
الغولدن غلوب التي تصنّف الأهم في أمريكا بعد جوائز الأوسكار. إنّه بالتأكيد فيلم
يستحق المشاهدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق