Julia’s Eyes
عُيون "جوليا" تحكي أموراً غير تقليدية لا تراها عُيون البشر!!
"جوليا"
وشقيقتها التوأم تعانيان مرضٍ سيفقدهما البصر في نهاية المطاف، وحين يتم العثور على
شقيقتها وهي مشنوقة بقبو منزل العائلة، يظن الجميع أنّها قامت بالانتحار ما عدا
"جوليا"، التي تبدأ بالتحقيق لتحديد السبب الحقيقي للوفاة. هي الآن
واثقة بأن أحد الأشخاص يراقبها ويتابع حركتها، ولكنها غير قادرة على رؤيته ومعرفة
هويّته.
هل هي نتيجة
متوقّعة من بصرها الضعيف أو أنّها فقط تتخيّل الأشياء؟ أو هل يمكن أن يكون ذلك
الرجل الذي تعتقد أنّه يراقبها في كل حركة غير مرئي؟! تنعزل "جوليا"
بشكل ملحوظ بعد خضوعها لعملية جراحية كمحاولة أخيرة لاستعادة بصرها، وتصبح أعصابها
مشدودة ومشتّتة وعلى وشك الانهيار. إمّا أن تكون مخيّلتها هي من تعلب معها لعبة
نفسية مضطربة، أو أنّ قاتل شقيقتها الغامض هو مبتكر تلك اللعبة ويلعبها بشراسة!!
فيلم "عيون
جوليا" هو فيلم رعب أسباني مُظلم، ومليء بالإثارة التي تم تحضيرها على نار
هادئة. في البداية نشعر أنّها مقدّمات لظهور أشباح، مثل الفيلم المميّز
"العين" مع الممثلة "جيسيكا ألبا"، ولكننا سرعان ما نكتشف أنّ
الأحداث ستسلك طريقاً آخراً مليء بالتشويق واللحظات التي تحبس الأنفاس. أنتج هذا
الفيلم الفنان المكسيكي المبدع "غويرلمو دل تورو"، والذي أخرج رائعته
السينمائية "متاهة بان" قبل سنوات وأدهشنا بفنتازيا حربية لا تُنسى. قام
"غويلم مورالِس" بكتابة النص السينمائي بكل إبداع وإتقان، كما أخرج الفيلم
بأسلوب مثير ومميّز يجعل من أستاذه "دِل تورو" فخوراً به وبالفيلم.
تمّت وبمهارة
عملية مزج العمى مع الخفاء لنحصل على هذا الكم من الرعب اللذيذ. قصّة الفيلم
تتمحور حول امرأة تصارع نفسها لتتقبّل الشروط القاسية التي تأتي مع فقدان البصر،
والمخرج حافظ على القصة بجعلها مرعبة من خلال التصوير السينمائي المشوّق للمَشاهد
الذي يعزّز الجو الغامض والملائم لـ "جوليا" ولنا، إذ يُشعِرنا بحالتها
البصرية بأن نعيش التجربة من منظورها الخاص، ونشاهد الوجوه المشوّهة والمخيفة
تماماً مثلما تراهم "جوليا"، ومعظم وقت الفيلم نرى فقط ما تراه، أو ما
تظن أنها تراه.
الشخصيات تدخل
وتخرج من إطار الشاشة ولا يتسنّى لنا رؤية وجوههم، وأحياناً تهوي الشاشة إلى ظالم
دامس، وأحياناً أخرى نحصل على قدر خفيف من الإضاءة وفق بصر "جوليا"
الضعيف. بهذه الطريقة نقتنع حالاً بمعاناة "جوليا" ونتعاطف معها، حتى إن
تطلّب منا الأمر حك عيوننا في بعض اللحظات.
مواضيع
"البصر" و"الرؤية" و"المرئية" و"غير
المرئية" و"الهويّة" وكيف ينظر إلينا الآخرون – إن كانوا يلاحظوننا
– تقدّم للمُشاهد مجالاً واسعاً للتفكير العميق في أمور غير تقليدية. أمورٌ أمامنا
ولكننا لا نراها!! الخوف والإحباط من رؤية عالمنا وهو يهوي إلى ظلام أبدي، وعدم
قدرتنا على فِهم مَن هُم حولنا. "جوليا" تقود الفيلم وحدها ونحن نسير
خلفها متمنّين أن تعثر على إجابات قبل فوات الأوان.
حين تعود إلى
منزلها وهي معصوبة العينين بعد العملية الجراحية وبموجب التعليمات المشدّدة بعدم
إزالة الضمادات لا تتردّد أبداً في محاولة التأقلم مع الوضع وتعريف نفسها بالعالم
المظلم الجديد. الفنانة "بيلين رويدا" تقمّصت الدور بشكل رهيب، ونحن
كمشاهدين لا نستطيع إنكار ذلك لأنها قدّمت مثالاً رائعاً لامرأةٍ قوية تصبح فجأة
عاجزة بشكل يفطر القلب. تم إنتاج الفيلم بعام 2010.
المخرج
"مورالِس" لديه في جعبته مفاجآت كثيرة أخرى تذكّرنا بالأسلوب المميّز
للمخرج العظيم الراحل "ألفريد هيتشكوك"، مما يجعل جميع مَشاهد الفيلم
غنيّة وخادعة ومسيطرة على الحواس، والأهم من ذلك ينبّهنا على الاهتمام بشبكية
العين الخاصة بنا في المستقبل حتى لا نقع في وادي الظلام الأبدي.
تحليلك للفيلم رااائع بصراحه الفيلم شفته من يومين من جد ابداع والممثله بيلين بدعت بدورها.. ما توقعت السينما الاسبانية قوية جذي وعندهم اعمال بهالتميز !
ردحذفعاشت ايدك على هذا التحليل الوافي وبصراحة الفلم كان جدا رائع.تحياتي لك
ردحذفلو سمحت انا ماكملت الفيلم للنهاية اردت من قتل شقيقتها بليز😇
ردحذف