Pride & Prejudice 2005

Pride & Prejudice

أعظم قصّة حب في الأدب الإنجليزي مع "دارسي" و"إليزابيث بينيت"!!

 

 "إنّه لأمرٌ معروف أنّ أي رجل أعزب لديه ثروة، يتوجّب عليه أن يتزوّج". الكل يعرف هذه المقولة من رواية "كبرياء وتحامل" للكاتبة الإنجليزية "جين أوستِن"، ولسوء الحظ هذه هي مهمّة الأم السيّدة "بينيت" التي تكرّس حياتها لتزويج بناتها الخمس بأفضل وأغنى الرجال في المنطقة.

الرومانسية تبدو طارئة جداً في رواية "أوستِن" لأنّ الزواج هو صفقة تجارية، وكذلك الشخصيات في القصّة يعتبرونه صفقة أكثر من كونه رباطاً مقدّساً. "كبرياء وتحامل" هي أفضل روايات "أوستِن" لأنها أوجدت شخصين خُلِقا ليحبّا بعضهما، ولا يكترثان للمال ولا للمتعة ولا لبعضهما، والأمر مخيّب للآمال كثيراً عندما يرفضان أحدهما الآخر، ولا نشعر بالراحة إلّا حينما تعود المياه إلى مجاريها.

المخرج "جو رايت" بدأ الفيلم بشكل جميل حين جعل "إليزابيث" تسير في الخارج لوحدها وتحمل معها كتاباً، وذلك ليبيّن أنها تختلف عن بقيّة شقيقاتها وتستحق الأفضل. "كيرا نايتلي" التي تلعب دورها أظهرت جمال الشخصية باختلافها عن الأخريات باستقلاليتها وبآرائها المختلفة، وهي تواجه صعوبة بالغة في إظهار لُطفِها والقدرة على الغفران بسبب ذلك الشيء الذي يسمّى "كبرياء".

أداء الفنانة "كيرا نايتلي" مُبهر جداً لدرجة أنّها ترشّحت لجائزة أوسكار لأفضل ممثلة وعمرها لم يتجاوز العشرين، فقد كانت عفوية جداً وجعلت من القصة الروائية فيلماً راقياً لأبعد المستويات، ورأينا كيف لفتياتٍ شابّات أن يدخلن حرباً مع عقولهن وقلوبهن، ولا يعرفن ماذا يجب أن يرضين أكثر، لذلك هذا الفيلم مصقولٌ أكثر من بقية الأفلام التي تدور في نفس الحقبة الزمنية.

نهايات القرن الثامن عشر هي فترة ليست كالعصور البدائية ولا كالعصر الفيكتوري، فلا نشاهد هنا الفتيات يرتدين فساتين كما لو كُنّ قطعة فنية كالتي رأيناها في فيلم "دار الغرور"، بل يرتدين فساتين بسيطة تتلطّخ بالوحل في حاشيتها حين يمشين في الخارج، وهنا تكمن روعة الحياة الريفية البسيطة.

تتعمّق الأحداث في الفيلم وتزداد تعقيداً حين تكتشف "إليزابيث" أنّ "دارسي" هو السبب في إلغاء زواج شقيقتها الكبرى "جين" من صديقه "بينغلي" وتبريره للأمر بأنه زواجٌ يطمع بالثروة والمكانة الإجتماعية، خصوصاً بعد أن تزوّجت شقيقتها الصغرى "ليديا" بأحد الضبّاط والذي يدعى "ويكهام" بعد فضيحة كبرى بهروبها من المنزل.

الكثير من الأمور يُفترض أن تحدث قبل النهاية السعيدة، وخصوصاً ذلك المشهد الأساسي حين كان كلٌ من "إليزابيث" و"دارسي" تحت المطر يخوضان نقاشاً حاداً وبانفعالية شديدة، وهذا النقاش يخدم أمرين: توضيح سوء التفاهم، وأيضاً يسمح للشخصيتين برؤية كل منهما وجهاً لوجه ليدركا تضحياتهما وأسباب تصرفاتهما الغريبة، فلا يكفي أن يحبّا بعضيهما فقط، بل يجب أن يرَيا الطيبة ويحبّانها في داخل كلٍ منهما، وهنا حقاً تكمن المشاعر الحقيقية في القصّة.

الفيلم متميّز جداً بفريق عمله، من المخرج الشاب "جو رايت" الذي كان هذا أول أعماله السينمائية ومروراً بالممثلين الموهوبين من المخضرمين والشباب، وانتهاءا بالفنيّين المبدعين في التصوير وتصميم المواقع والأزياء والمكياج والموسيقى التصويرية الرائعة جداً التي أضافت لمسة جمالية على الفيلم، ويعود الفضل إلى الموسيقار الإيطالي الرائع "داريو ماريينيللي" الذي ألّف أغلب معزوفاته بالبيانو، مما ساهم في إيقاظ الشعور لروعتها ورقّتها.

حصل الفيلم على 4 ترشيحات لجوائز أوسكار بعام 2005 وتترأسهم جائزة أفضل ممثلة لـ "كيرا نايتلي"، وترشّح أيضاً لجائزة أفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصميم مواقع وأفضل تصميم أزياء.

عندما قبِل "دارسي" و"إليزابيث" ببعضهما، شعرت بسعادة مطلقة. لماذا؟؟ أنا لا اُختَرَق بسهولة في معظم الأفلام، لكن هذا الفيلم مختلف عن غيره. "دارسي" و"إليزابيث" شخصان طيّبان ولطيفان، ويفضّلان فعل الشيء الصحيح حتى لو لم يكن يلائمهما، فأي شخص يضّحي بسعادته من أجل الآخرين يستحق السعادة الأبدية.