السبت، 2 نوفمبر 2013

Argo 2012


Argo

فيلمٌ مزيّف ينقذُ حياةَ أشخاصٍ حقيقيين!!



فيلم "آرغو" هو فيلمٌ مدهش ومليء بالإثارة والتشويق للمخرج "بِن أفليك"، والذي يؤكّد بجدارة على موهبته الفريدة خلف الكاميرا أكثر من أن يكون أمامها. على الرغم من أنّه يلعب في فيلمه دور البطولة أيضاً، إلّا أنّه أكثر تميّزاً كمخرج وقائد للعمل. تدور الأحداث حول فيلم مزيّف ينقذ حياة أشخاص حقيقيين، والنتيجة هي فيلم حقيقي رائع بكل المقاييس.

معلومة تاريخية سريعة: 52 موظفاً في السفارة الأمريكية بـ "طهران" تم احتجازهم كرهائن لمدة 444 يوماً من قِبَل أتباع "الخميني" بعد الثورة في عام 1980، وذلك لأنّ الحاكم المخلوع "الشاه" فرّ من إيران هارباً إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل اللجوء السياسي.

يركّز الفيلم على 6 موظفين في السفارة والذين تمكّنوا من الهروب إلى الشارع حين كان مبنى السفارة مُحاطاً بحشد من الثوّار الغاضبين. الهاربون ظلّوا مختبئين لمدّة 3 أشهر تقريباً، وذلك في مبنى السفارة الكندية القريب من السفارة الأمريكية. كان السفير "كين تايلور" شجاعاً بما فيه الكفاية ليتحمّل تلك المسئولية الخطرة والجمهورية في فوضى عارمة.

القصّة الحقيقية السرّية حول المحجوزين الستّة ومحاولتهم اليائسة لمغادرة إيران هي أغرب من أيّة قصّة يمكن أن تبتكرها هوليوود. بعد أن تُصدَر لهم جوازات سفر كندية مزيّفة من أجل التضليل، يقومون بالتنكر على هيئة أفراد طاقم فيلم خيال علمي مزيّف تحت عنوان "آرغو" بقيادة العميل السرّي الأمريكي "توني مينديز" الذي فيعل المستحيل لينقذهم.

ليس هذا فقط، يقوم "مينديز" أيضاً بإكمال تلفيق القصّة بالاستعانة بصديقه "جون تشامبرز" الخبير في فنون المكياج السينمائي، وأيضاً منتج الأفلام المخضرم "ليستر سيغل"، وكل ذلك من أجل جعل القصة مقنعة بقوة للإيرانيين حتى تتبدّد شكوكهم حول الأمر برمّته.

استطاع "بِن أفليك" أن يضيف لفيلمه الجاد روح الدعابة لجعل المشاهدة اكثر متعة، وبالتالي لا نشعر أبداً أننا نشاهد فيلماً سياسياً أو وثائقياً، بل فيلماً مثيراً ومشوّقاً من البداية حتى النهاية. "آرغو" هو الفيلم الثالث لـ "أفليك" كمخرج، وأستطيع التأكيد أنّه لا يقل مهارة عن المخرجين المرموقين في هوليوود بعد أن لمسنا جهوده البارزة في هذا الفيلم. شارك "أفليك" في إنتاج الفيلم كلٌّ من الفنان "جورج كلوني" و"غرانت هيسلوف".

قام "كريس تيريو" بكتابة النص السينمائي باقتباسه من كتاب "سيّد التنكّر" للعميل الأمريكي "توني مينديز" ومقالة صحفية بعنوان "الهروب من طهران" لـ "جوشوا بيرمان". تجنّب "تيريو" في نصّه الإساءة إلى المتطرّفين الإيرانيين ومعتقداتهم، فقد ركّز على الوقائع التاريخية فقط.

أدّى دور "توني مينديز" الفنان "بِن أفليك" بشكل مدهش، والفنان "ألان آركِن" لعب دور المنتج "ليستر سيغل" بمزيج رائع بين الجدّية والكوميديا، وكذلك الفنان "جون غودمان" ساعد في تلطيف أجواء الفيلم بأدائه المميّز لشخصية "جون تشامبرز". جميع طاقم الممثلين أبدعوا في أداء أدوارهم، ولا ننسى جهود أفراد الطاقم الفني الذين ساهموا في جعل الفيلم بهذه الروعة.

حاز الفيلم على 3 جوائز أوسكار لأفضل فيلم وأفضل نص سينمائي مقتبس وأفضل مونتاج، كما ترشّح لنيل 4 جوائز أخرى لأفضل ممثل مساعد "ألان آركِن" وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل تحرير صوتي وأفضل مؤثرات صوتية، وذلك بعام 2012.

"آرغو" هو انتصارٌ هائل. إنّه يجمع الشجاعة والإخلاص والغموض والمسئولية الفنية والقيمة الترفيهية والخبرة التقنية الهوليوودية والمهمّة الحقيقية في فيلم مزيّف. يوجّه أحد المحجوزين الستّة سؤالا لـ "توني مينديز": "هل تعتقد حقّاً أن قصّتك الضعيفة ستُحدِث فارقاً حين يتم توجيه مسدّسٍ نحو رؤوسنا؟". يردُّ "مينديز" قائلاً: "أعتقد أنّ قصّتي هي الشيء الوحيد الذي يقف بينكم وبين المسدّس الموّجه نحو رؤوسكم!".
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق