السبت، 2 نوفمبر 2013

The Dark Knight Rises 2012


The Dark Knight Rises

"الفارس الأسود" يعود من جديد إلى شوارع مدينة "غوثام" لمحاربة الشر

 


فيلم "صعود الفارس الأسود" يسيطر علينا بقوّته الخارقة، ونعيش تجربة مثيرة ومربكة للغاية ونحن نشاهد الخاتمة المبهرة لسلسلة "الرجل الوطواط". الفيلم هو الأكثر كآبة من بين أفلام الأبطال، إذ إنّه يستعين بشخصية شريرة مرعبة لدرجة ننسى أنّ متقمّصها هو إنسان عادي، وأيضاً نشعر بالمصير الأسود الذي يحيط بالملياردير "بروس وين" وحزنه ويأسه من مكافحة الجرائم.
المخرج المبدع "كريستوفر نولان" أبهرنا بأفلامه السابقة التي تتميّز بالذكاء الشديد، وها هو يعود إلينا بفيلم رائع للغاية مع الفنان "كريستيان بيل" الذي حرص على تقديم دور "الرجل الوطواط" بشكل مميز جداً. قام المخرج بنسج القصة بأسلوب شائق، فقد كتب النص هو وشقيقه "جوناثان"، ونشهد فيه عودة نجوم الأفلام السابقة: الفنان "مايكل كين" في دور "ألفريد"، الخادم المخلص لـ "بروس"، وأيضاً الفنان "مورغان فريمان" في دور "لوشيوس فوكس"، المدير التنفيذي لشركات "بروس"، ولا ننسى الفنان "غاري أولدمان" في دور المفوّض "غوردون". ينضم إليهم نجومٌ جُدُد شاهدناهم جميعاً في الفيلم الرائع "إنسِبشِن" لنفس المخرج، وهم: "توم هاردي"، الذي قام بزيادة وزنه للعب دور الشرير المضطرب "باين"، والنجم "جوزيف غوردون ليفيت" الذي يلعب دور الشرطي المثالي "جون بليك"، والفنانة الفرنسية "ماريون كوتيار" في دور "ميريندا تيت"، وهي أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة. الجديدة كلياً في عالم "نولان" هي النجمة "آن هاثاواي" التي تؤدي دور الشابة الفاتنة "سيلينا كايل".
الفيلم يجلب نفحة من المشكلات المجتمعية المعاصرة، أو ما أسماها المخرج "الأمور التي تثير قلقنا هذه الأيام"، ويُظهِر رجال القانون على أشكالهم الحقيقية. الأكاذيب التي افتتحت فيلم "صعود الفارس الأسود" هي نفسها التي اختتمت الفيلم السابق: إظهار النائب العام الراحل "هارفي دينت" كبطلٍ كافح الجرائم وألهم العالم بشجاعته بدلاً من كشف حقيقة أنّه شخص مضطرب أُطلِق عليه اسم "صاحب الوجهين"، وأيضاً إظهار "الرجل الوطواط" كسفّاح بدلاً من البطل الذي أنقذ مدينة "غوثام" مرّة أخرى.
نُصاب بالذهول بالتحوّل المفاجئ في الأحداث، حيث نرى "بروس" في عُزلة ويبدو مُصاباً وعابس الوجه، وأيضاً على وشك الإفلاس. شخصية "باين" بحد ذاتها تسبّب للمُشاهِد صعقة قوية، لأنّها تُظهر الشر بأقبح وجوهه ونشعر بشرارات الجحيم تنبعث منها. إلى جانب الممثلين المبدعين، حرص المخرج "نولان" على الإستعانة بطاقم الفنيين الذي اعتاد العمل معهم، كالمصوّر "والي فيستر" الذي يلعب بعقول المشاهدين بعدسته القلِقة، ومصمّمَيْ المواقع "نيثان كرولي" و"كيفن كافاناف" اللذيْن ابتكرا مدينة "غوثام" الخيالية بمناظر سوداء مليئة بالغموض، ومحرّر المَشاهد "لي سميث" الذي استطاع تجميع اللقطات بأسلوب شائق، وأخيراً الموسيقار المبدع "هانس زيمر" الذي أضاف للفيلم نغمات توتّر أعصابنا وعواطفنا.
النهايات الغامضة أصبحت علامة بارزة في أفلام "نولان"، ويمكننا أن نفسّر المَشاهد الأخيرة من هذا الفيلم لتكون أكثر أو أقل تفاؤلاً، وذلك يتوقّف على رغبتنا الشخصية. نهاية "صعود الفارس الأسود" بصورة أو بأخرى لا تختلف عن نهاية فيلمه السابق "إنسِبشِن"، إذ لا نستطيع تجنّب نظرات الذهول والتعجّب بوقوعنا في نفس الفخ. أنا شخصياً استمتعت بنهايات أفلامه التي ترسم أفقاً واسعاً للتحليل وتدعو للتفكير العميق. تم إنتاج الفيلم بعام 2012.
بعد مشاهدتكم للفيلم ستُصابون بالتخمة والذهول، حيث أنّ مدّة الفيلم تصل إلى نحو 3 ساعات، ومع ذلك سينجذب بعضكم لمشاهدته مرّة أخرى وبتركيز أكبر لإستيعاب الأمور المبهمة. "صعود الفارس الأسود"  يقدّم لهذه الثلاثية الرائعة منصّة ضخمة على قمّة هرم أفلام الأبطال. يقول "الرجل الوطواط" في أحد المشاهد المميّزة: "يمكن للبطل أن يكون أيّ شخص، حتى لو كان رجلاً يفعل شيئاً بسيطاً كأن يضع معطفاً حول كتف ولدٍ صغير ليعرف أنّ العالَم لم ينتهِ بعد".
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق