السبت، 2 نوفمبر 2013

The Best Exotic Marigold Hotel 2012


The Best Exotic Marigold Hotel

سبعة بريطانيين يبدأون حياتهم من جديد في ربوع الهند

 



فيلم "الفندق الغريب الأفضل" هو مكان مخصّص للتقاعد في الهند ويقصده كبار السن. لقد شهد الفندق أيّاماً أفضل، وإن كنتم تريدون رؤية كيف تكون الأيام الأفضل عليكم أن تلقوا نظرة على الكتيّب الخاص، والذي يصف مكاناً فخماً بمنطقة "جايبور"، وهي مقصد سياحي شهير بمدينة "راجاستان"، ويسافر إلى هذه المدينة سبعة بريطانيون مع سبعة مشاكل تدفعهم للقيام بهذه الخطوة، ولا ننسى الأسعار المحلّية التي تجعل إقامتهم في المكان ممكنة.
حين نراهم مجتمعين على متن حافلة قادمة من المطار، نظن في البداية أنّ الفيلم سيكون حول مشاكلهم المختلفة، وأنّ ذلك الفندق لن يكون كما وُصِف في الإعلان. ما لا يمكننا توقّعه هو مشاهدة فيلم خلّاب ومضحك ومليء بالمشاعر والأحاسيس كهذا الفيلم الذي تمّت صياغته بسلاسة، وبحِسٍّ ترفيهي يلائم أبطاله السبعة المميّزين.
تُتاح لنا فرصة اللقاء بهم وهم لا يزالون في بريطانيا. "إيفيلين غرينسليد" التي أُجبرت على بيع شقّتها اللندنية، والمتكبّرة "مورييل دونيلي" التي لا تحب الأجانب، و"دوغلاس إينسلي" وزوجته "جين" اللذين يأسفان على زواجهما التعيس، و"غراهام داشوود" الذي أمضى أسعد سنوات حياته في الهند، و"مادج هاردكاسل" المنفتحة على فرصة إيجاد زوج، وأخيراً "نورمان كوزينز" التي يأمل قضاء ليلة سعيدة لا تنسى.
يستقبلهم في الفندق الغريب الأفضل صاحبه المندفع والمتفائل "سوني كابور" الذي ورثه من والده الراحل ويعتزم الآن إدارته بنفسه متجاهلاً اعتراضات والدته التي تريده أن يعيش معها في "دلهي" وأن يتزوّج فتاة من اختيارها. "سوني" اختار مسبقاً مَن يريد الزواج منها، وهي شابة تعمل في شركة اتصالات واسمها "سونينا".
كيف يمكنني أن أثبت مدى روعة هذا الفيلم؟ بكل سهولة، قوموا باسترجاع بعض الأداءات الرائعة التي رأيتموها سابقاً من "جودي دنش" و"ماغي سميث" و"توم ويلكينسون" و"بيل نايي" والآخرين، وصدّقوني عندما أقول لكم أن هذا الفيلم يوْجد فرصاً غنية لهم جميعاً. المخرج المبدع "جون مادن" أتحفنا منذ سنوات بفيلمه الرائع "شكسبير العاشق" والذي فاز بسبع جوائز أوسكار ومنها لأفضل فيلم، وها هو الآن يدهشنا بفيلم مبتكر بحبكات مميّزة. تم اقتباس الفيلم من رواية "هذه الحماقات" للكاتبة "ديبورا موغاك"، وقام "أول باركر" بكتابة النص السينمائي. تم إنتاج الفيلم بعام 2012.
إنّ "غراهام" هو أكثر شخصية مؤثّرة، إذ ترعرع وتلقّى تعليمه بالهند ثم عاد إلى والديه في بريطانيا تاركاً وراءه الحب والندم والخطيئة، أمّا "مورييل" فهي عكس "غراهام". إنّها تكره الهند وبالطبع أي مكان آخر غير بريطانيا وترفض تناول أي طعامٍ لا يستطيع نطق اسمه، ولكنها مُجبرة على البقاء من أجل إجراء عمليتها الجراحية. تلفت انتباهها فتاة فقيرة تعمل بالفندق وتقدّم لها فرصة لإعادة التفكير في مجرى حياتها، ونكتشف لاحقاً أنّ "مورييل" أمضت كل حياتها في تربية أطفال الآخرين، والآن وهي متقاعدة لا يوجد أي أحدٍ يقوم برعايتها. "إيفيلين" قضت معظم حياتها وهي معتمدة على زوجها، والآن بعد أن رحل عن الحياة تجد نفسها محطّمة.
القصة خفيفة ومبهجة معظم الوقت، خصوصاَ حين تقوم "إيفيلين" بالبحث عن وظيفة، ومع ذلك هناك قدر لا بأس به من الإنسانية. الأحداث تتصاعد بشكل مشوّق وتكشف عن مفاجآت غير متوقّعة. الهند بحد ذاتها هي شخصية مساعدة في الفيلم بمناظرها الجميلة وببساطة شعبها، وبوجود الفنانتين المذهلتين "جودي دنش" و"ماغي سميث" تكتمل روعة الفيلم بأدائهما المميّز. يقول "سوني": "كل الأمور ستكون على ما يرام في النهاية، وإن لم تكن على ما يرام، إذاً هي ليست النهاية".
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق