الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

The Tourist 2010


The Tourist

اشتباكٌ رومانسيٌ مليءٌ بالإثارةِ والتشويق مع سائحٍ أمريكي وامرأةٍ غامضة

 


فيلم "السائح" هو أشبه بمزيج من أفلام "جيمس بوند" الشهيرة وأفلام المخرج الكبير "ألفريد هيتشكوك"، حيث تدور الأحداث حول الاشتباه بالشخص الخطأ. يبدأ الغموض في الفيلم بمجرد أن نلتقي بامرأة شابة تدعى "إليز"، والتي يلاحقها رجال الشرطة في أوروبا. المحقق "جون أكسون" يحاول بشتى الطرق أن يحدّد موقع رجل يدعى "أليكساندر"، والذي تعرفه "إليز" معرفة وثيقة.
في رسالة خاصة إلى "إليز"، يقوم "أليكساندر" بإرشادها للقيام بعدّة أمور حين تصعد على متن القطار، وأهمها العثور على شخص يشبهه وأن يكون مطابقاً لشكله الخارجي قدر الإمكان، وذلك من أن تضليل الشرطة وجعلهم يعتقدون أنّ ذلك الشخص الغريب هو من يبحثون عنه تماماً. هذا الأمر يدفعها لاختيار "فرانك توبلو" للمهمّة، وهو سائح أمريكي في طريقه لزيارة البندقية. تجلس "إليز" بقربه وسرعان ما تُزال الكلفة بينهما إلى حد أن تدعوه ليمكث معها في جناح فندقي فاخر. هناك إيحاء لنوع من الرومانسية في الأجواء، ولكن "فرانك" لا يزال تائهاً ولا يعرف ما الذي يجري من حوله. في تلك الأثناء، تصل أخبار إلى رجل عصابات بشأن تواجد "أليكساندر" في البندقية، والذي يأتي مسرعاً للإنتقام منه بعد أن قام بسرقته. هذه الأخبار ليست في صالح "فرانك" الذي يقع ضحية اشتباهٍ خاطئ.
الأمر الذي يجعل الفيلم مشوّقاً جداً هو بدايته القوية بعناصر الغموض، حيث يجعلنا نتساءل حالاً: من هي "إليز" ومن هو "أليكساندر"؟! وما الذي يهدفان إليه؟! طوال مدة الفيلم نشعر بالإشتباك الرومانسي بين البطلين، وخصوصاً من منظور "فرانك". هذا الشعور يتفاقم مع الغموض الذي يحيط بـ "إليز"، ويبدأ بالتراجع تدريجياً حين تتكشّف الأمور شيئاً فشيئاً. هناك العديد من المواقف الكوميدية الظريفة والتي لم تؤثّر في جدّية القصّة بعناصرها الغامضة.
الفنان "جوني دب" والفنانة "أنجلينا جولي" هما ثنائي رائع ومتناغم بأدائهما لشخصيتَيْ "فرانك" و"إليز"، وقد أبهرانا حقاً. المخرج الألماني "فلوريان هينكل فون دونرسمارك" له الفضل الأكبر في روعة الفيلم، وقد شعرنا بلمساته الإبداعية من خلال اختياره الموفّق للطاقم الفني، وبالأخص الموسيقار "جيمس نيوتن هاورد" الذي صاغ معزوفاتٍ هادئة ومؤثرة للغاية، وكذلك المصوّر الموهوب "جون سيل" الذي شاهدنا إبداعاته في العديد من الأفلام الضخمة، وفي هذا الفيلم قدّم أجمل اللقطات لباريس والبندقية والعديد من المواقع الخلّابة. المخرج "دونرسمارك" أذهلنا قبل أعوام بفيلم "حياة الآخرين" الذي حاز على جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، ويعتبر من أجمل الأفلام الألمانية على الإطلاق. قام المخرج بكتابة النص السينمائي مع الكاتبين "جوليان فيلوس" و"كريستوفر ماكواري"، وقد تم اقتباسه من الفيلم الفرنسي "أنتوني زيمر".
يتنقل الفيلم خلال العديد من المنعطفات القصصية التي لا تخطر على بال المشاهدين، ولكن يمكن للبعض منهم أن يجدوا شيئاً إن فكرّوا بعمق، غير إنّي لا أرجّح فعل ذلك، فتلك المنعطفات ليست السبب لمشاهدة هذا الفيلم. السبب الرئيسي ينطوي في كونه ممتعاً ومسلّياً جداً من البداية حتى النهاية، وهذا أمر نادر في فيلم حديث.
تقول الرسالة التي أرسلها "أليكساندر" إلى "إليز": "إليز.. لا تملكين أي سبب لأنْ تثقي بي بعد الآن، ولكن امنحيني فرصة لأشرح لكِ. أعرف أنّ رجال الشرطة يراقبونكِ. علينا أن نُلقي بهم بعيداً. اصعدي على متن قطار غار دو ليون، واختاري شخصاً له قامتي وبُنيتي واجعليهم يعتقدون أنّه أنا. قومي بحرق هذه الرسالة. من المهم جداً أن تتّبعي تعليماتي بدقّة. أحبكِ، أليكساندر".
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق