الاثنين، 4 نوفمبر 2013

Becoming Jane 2007


Becoming Jane

بين العقل والعاطفة والكبرياء والتحامل كانت هناك حياة تستحق الكتابة عنها

 



كتبت "جين أوستِن" في حياتها القصيرة أجمل ست روايات في الأدب الإنجليزي، وتحوّلت تلك الروايات إلى أفلام سينمائية رائعة. حين نقرأ لـ "جين أوستِن" ندخل من جديد إلى ذلك العالم الجميل بعقله وعاطفته وكبريائه وتحامله، ونجد الكثير من الفكاهات والمفارقات في حياة المجتمع الغربي في نهايات القرن الثامن عشر. فيلم "أن تصبحي جين" يروي قصتها.
الأحداث تدور حول علاقة عاطفية بين "جين" وهي في العشرين ومحامٍ شاب وسيم ومفلس يدعى "توم ليفروي". "جين" تكتشف الحب، وفي هيكل هذا الفيلم تكتشف أيضاً موضوعاً بارزاً لحبكة رواية "كبرياء وتحامل"، وتبدأ مع السيد "ليفروي" بتحويل شخصيته الحقيقية إلى شخصية السيد "دارسي"، ولحسن حظها تستطيع التوصّل أيضاً إلى الكلمات الافتتاحية للرواية: "إنّه لأمر معروف أنّ أي رجل أعزب لديه ثروة، يتوجّب عليه أن يتزوّج".
"جين" تظهر من بداية الفيلم ككاتبة روائية، ونراها وهي جالسة وتكتب. الكاتبة "فيرجينيا وولف" كتبت سابقاً: "على المرأة أن تمتلك مالاً وغرفة خاصة إذا أرادت أن تكتب رواية". لكن "جين" لم تمتلك المال أو الغرفة الخاصة، فقد ظلّت تكتب رواياتها في غرفة الجلوس إلى آخر حياتها، ونظل نتساءل كيف لها أن تحبك خيوط الأحداث ولا تنقطع حبال أفكارها وهي تجلس في غرفة ليس فيها خصوصية والإزعاج يعم المكان!! لكن في الفيلم، كغيره من الأفلام، الكتابة تتدفّق بسهولة والحياة صعبة، وعندما نكون في الواقع، نجد الحياة صعبة والكتابة أصعب. "جين" تكتشف هذا الأمر في أحد أجمل مَشاهد الفيلم.
الفنانة "آن هاثاوي" مذهلة الجمال بابتسامتها الرائعة، وتجعل من "جين" إنسانة رقيقة المشاعر كما عهدناها في رواياتها المميّزة. إنّها تبدع في تقمّص الشخصية وتتيح للمشاهدين رؤية عظمة "جين" في حياتها القصيرة الحافلة بالأحداث. الفنان "جيمس ماكافوي" ينقل أناقته واندفاعه لشخصية السيد "ليفروي" بشكل رائع. "جولي والترز" و"جيمس كرومويل" يؤديّان دوري والديّ "جين" بشكل لافت ومميّز، ولا ننسى الفنانة المخضرمة "ماغي سميث" بإطلالتها الجميلة في شخصية الأرملة الغنية "غريشام".
المخرج "جوليان جارولد" تمكّن من رصد حياة "جين أوستِن" بالشكل المطلوب، وكذلك الكاتبان "كيفن هود" و"سارا ويليامز" قاما بعمل مذهل ببناء المادة النصية للفيلم باستنادهما على رسائل "جين" الخاصة. الموسيقار "إدريان جونستون" ينقلنا بموسيقاه العذبة إلى ذلك العصر المميّز. طاقم الفيلم جميعهم قاموا بأداء مهامهم على أكمل وجه لإظهاره بهذه الروعة. تم إنتاج الفيلم بعام 2007.
مشكلة السيد "ليفروي" هي أنّه يعتمد مادياً على عمّه الذي يهدّده بقطع المصروف ويعقّد مسألة زواجه. "جين" لديها شخص مرشّح للزواج منها ويدعى السيد "ويزلي"، والذي يمتلك المال ولكن ليس الجمال والجاذبية. تشعر "جين" بحاجة ماسّة لإعانة أسرتها، لكنها تؤمن وبتفاؤل أنها قادرة على ذلك من خلال مدخول كتاباتها. السيد "ليفروي" لا يحتمل أن يفقد مصروفه الذي يعيش عليه، وفي نفس الوقت حبّه يزداد لـ "جين"، فهل يستطيعان العيش معاً في ظل هذه الظروف المعقّدة؟؟
قد يدور في أذهاننا تفسير عنوان الفيلم "أن تصبحي جين"، فهل يُقصَد به أن تصبح "جين" امرأة؟؟ أو كاتبة؟؟ أنا أظن أنّه من خلال مشاهدة هذا الفيلم سنعرف من هي "جين" المرأة ومن هي "جين" الكاتبة. إنها امرأة رقيقة وحنونة ولطيفة وذكية، وأيضاً كاتبة موهوبة ومتألقة. نصل اليوم إلى عنوان جديد وهو "ما أصبحت عليه جين". لقد أصبحت أيقونة في الأدب الروائي العالمي برواياتها الرائعة التي لا تزال تلقى رواجاً وتُباع في المكتبات حول العالم، وقد تحولّت إلى أفلام سينمائية وتلفزيونية بنسخٍ مختلفة. توفيت "جين" وهي في الثانية والأربعين من العمر بعد أن أصيبت بالمرض تاركة خلفها تحف أدبية أبقتها حيّة في قلوب المعجبين.
نصل إلى مشهد مؤثر بين "جين" والسيد "ليفروي" حين يقول لها: "لا أمتلك المال أو الأملاك، وأعتمد بشكل أساسي على عمّي العجوز، ومع ذلك لا أستطيع طلب يدكِ للزواج، ولكن يجب أن تعرفي ما أشعر به. جين، أنا لكِ قلباً وروحاً".
 


 

هناك تعليق واحد: