الجمعة، 1 نوفمبر 2013

The Avengers 2012


The Avengers

"الرجل الحديدي" و"كابتن أمريكا" و"ثور" و"هالْك" يجتمعون في فيلمٍ واحد

 
على مدى السنوات الماضية، قامت استديوهات "مارفل" بتجميع القطع لتشكيل فيلم "المنتقمون" المبني على سلسلة قصص مصوّرة، وبالتالي يلتم شمل كل أبطال السلسلة الشهيرة. كل ما تراكَم من الأحداث يجب أن يقود إلى شيء مميّز، وهذا الفيلم هو المشروع الأصعب بشخصياته الكثيرة المعقّدة وبخلفياتهم المليئة بالتفاصيل المهمّة. يتطلّب الأمر موازنة دقيقة جداً للتأكد من أنّ كل الشخصيات الرئيسية قد حصلوا على وقتهم الكافي بتسليط الضوء عليهم من غير السماح لشخصية معيّنة أن تطغى على غيرها، وقد استطاع الفيلم تحقيق هذا التوازن الذي أبعده عن السير في فوضى عارمة.
الكاتب والمخرج "جوس ويدون" تعامل مع القصة بدقّة ورويّة، ومهّد للّقاء المرتقب بين الأبطال الخارقين بدلاً من القفز في المعركة. يركّز الفيلم في البداية على تقديم بعض الشخصيات بشكل مختلف، "نيك فيوري" رئيس المنظّمة، والعميلة "ناتاشا رومانوف" الملقّبة بـ "الأرملة السوداء"، والعميل "كلينت بارتون"، وكذلك الشرّير "لوكي" الذي يأتي إلى الأرض بمساعدة قوة خارجية غامضة ويريد غزو الكوكب وذلك لقهر شقيقه البطل "ثور". يقوم بسرقة مكعّب غريب الشكل والذي يمكن أن يُستخدم كمصدرٍ للطاقة الأبدية أو سببٍ لكارثة مدمّرة، مما يدعو الرئيس "فيوري" لتجميع فريق من الأبطال الخارقين لتجنّب وقوع كارثة لا يمكن تصوّرها أبداً.
على الرغم من أنّ "توني ستارك" هو أبرز عضو في الفريق بكونه البطل الرئيسي في فيلمين سابقين من السلسلة، إلّا أننا لا نشعر بأنّ هذا الفيلم هو مجرّد "الرجل الحديدي وأتباعه"، بل هو فيلم يدور حول مجموعة من الأبطال الخارقين الذين يتّحدون معاً في سبيل قضية كبرى. يبدو أن المخرج سعيد جداً بدمج هؤلاء الشخصيات معاً وخلق أجواءٍ تفاعلية يغلب عليها المرح والخشونة والغيرة. نجد الكثير من اللحظات الفردية المصيرية التي من شأنها إنقاذ العالم.
مشاهد القتال متقنة ورائعة جداً، وخصوصاً المَشاهد الأخيرة التي تدور في شوارع مدينة منهاتن. النظام الثلاثي الأبعاد أصبح من أهم التقنيات المستخدمة في الأفلام الكبرى، ومع الإبداع في المؤثرات البصرية والصوتية يُصبح هذا الفيلم أكثر روعة ومتعة للمشاهدين على شاشات السينما. الجانب العاطفي من الفيلم متميّز عن غيره من أفلام الأكشن والمغامرات، حيث أنّه يأخذ مخاوف الشخصيات على محمل الجد، ومع ذلك يغلب على أحداثه المرح وروع الدعابة. يُتاح لـ "كابتن أمريكا" الوقت الكافي لإستيعاب ما يحدث له باعتباره "تجربة مخبرية" من الحرب العالمية الثانية ويجد نفسه فجأةً في العالم الحديث، وكذلك "الأرملة السوداء" يُخصّص لها وقتٌ للشعور بالذنب حول ماضيها.
الفنان "روبرت داوني جونيور" كعادته يبدع في تقمّص شخصية "توني ستارك" أو "الرجل الحديدي" بأسلوبه الذي يجمع بين الجد والمرح. "كريس إيفانز" يعود مجدداً لأداء شخصية "ستيف روجرز" أو "كابتن أمريكا" الذي كان البطل المحبوب قبل 6 عقود. النجم الأسترالي الشاب "كريس هيمسوورث" هو الشخص المناسب تماماً لشخصية "ثور" ببُنيته القوية، وما يثير الدهشة هو الإستعانة بالممثل "مارك روفالو" لأداء شخصية "بروس بانر" أو "هالْك" والمعروف بالرجل الأخضر. كون الشخصية قد قُدِّمت سابقاً من قِبَل ممثِلَيْن مختلفين، تطلّب الأمر العثور على ممثل مناسب، وهذا النجم أدّى الشخصية بمزيج مناسب من العصبية والهدوء. النجمة "سكارلِت جوهانسون" أبدعت في دور "الأرملة السوداء"، وكذلك النجم "جيرمي رينير" في دور "كلينت بارتون" ولا ننسى الفنان المبدع "سامويل جاكسون" في دور الرئيس "فيوري". بقيّة طاقم الممثلين أبدعوا في تقمّص أدوارهم. ترشّح الفيلم لجائزة أوسكار لأفضل مؤثرات بصرية بعام 2012.
كم هو أمرٌ رائع أن نجد فيلم "المنتقمون" في مستوى يفوق التوقعات بأحداثة المليئة بالجدّية والمرح والتشويق واللحظات الحاسمة، ونادراً ما نجد فيلماً صيفياً يمتلك معايير النجاح لدى النُقّاد ومتذوّقي السينما، فأغلب الأفلام تطمع في الأرباح الماديّة، ولكن هذا الفيلم بالتأكيد سيحقق نجاحاً تجارياً مبهراً وكذلك سيحوز على إعجاب جميع المشاهدين الكبار والصغار.
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق