الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

Sherlock Holmes: A Game of Shadows 2011


Sherlock Holmes: A Game of Shadows

مغامرات مليئة بالغموض والتشويق مع "شرلوك هولمز" وصديقه "واتسون"

 

 

إننا نرى قدراً هائلاً من "لندن" في عصرها الفيكتوري، وكذلك "باريس" و"سويسرا"، وذلك من خلال مشاهدتنا للفيلم الرائع "شرلوك هولمز: لعبة الظلال"، ولكن يجب علينا أن نشاهد بسرعة، لأن الفيلم عبارة عن "حلقاتٍ مندفعة" قد نجدها تسير برويّة في قصص "شرلوك هولمز" التقليدية. بعد أن شاهدنا الجزء الأول من الفيلم أصبحنا متحمّسين لمشاهدة جزءٍ آخر، وهذا الفيلم يستحقّ الانتظار لأنه يضيف درجة من الصقل والابتكار للقصّة، وأنا شخصياً استمتعت بمشاهدته أكثر من الفيلم السابق.

يبدأ الفيلم بداية طارئة تهدّد عالم "هولمز"، والطبيب "واتسون" سيتزوّج من "ماري". في الجزء الأول علمنا بشأن خطوبتهما، والآن سيكون لهذه الفتاة المسكينة موعداً غرامياً لم يكن في الحسبان. "هولمز" الذي يعتبر نفسه أفضل صديقٍ قد يحتاجه "واتسون"، يستنكر هذا التغيير في حياة صديقه، لدرجة أنّه ينضم للزوجين السعيدين على متن القطار وهم متوجّهين لقضاء شهر العسل. في لحظة ما، يقوم برمي "ماري" من القطار، ولنكون منصفين، هو يفعل ذلك من أجل إنقاذ حياتها.

أكثر مشاهد الفيلم تركّز على ذروة العداء الطويل بين "هولمز" والبروفيسور "جيمس موريارتي" الذي يظهر أمام المجتمع كأستاذ في جامعة "أوكسفورد"، في حين هو العقل المدبّر لمؤامرة فوضوية يتم فيها استخدام القنابل والإغتيالات لدفع أوروبا إلى الحرب. "موريارتي" سينال أرباحاً مجزية لقاء ذلك لأنه يدير مصنع ذخائر هائل بسريّة تامّة، ويتم فيه تحويل المسدّسات العاديّة إلى دبّابات عملاقة. حياة العديد من قادة الدول الأوروبية مهدّدة بالخطر، و"هولمز" هو الأمل الوحيد في حفظ الأمن.

الطبيب "واتسون" لديه دور استباقي هذه المرّة، إذ نراه يروي بعض الأحداث من خلال آلته الكاتبة. إنّه ليس فقط صديقاً مقرّباً أو مؤرّخاً للأحداث، بل هو بطل أيضاً ويشارك في المعارك وإطلاق النار. زوجته "ماري" يجب أن تكون ممتنة جداً لـ "هولمز" بإبعادها عن الأحداث والمخاطر. نلتقي مجدداً بـ "آيرين آدلر" التي تمثّل الرمز الغامض في معظم المعادلات الرومانسية عند "هولمز"، وأيضاً نلتقي بالعرّافة "سيمزا هيرون" التي تضيف للفيلم لمسة مميّزة.

ما يجعل هذا الفيلم أكثر روعة ومتعة هو الفنان "روبرت داوني جونيور" بأدائه المذهل لشخصية "شرلوك هولمز" وإظهاره وفق الشكل المطلوب بظرافته وسلوكه الوقح وطريقته في تدارك الأخطار، حيث يقوم بالتفكير بما يريد فعله بشكل بصري قبل تنفيذه على أرض الواقع، والجميل في الأمر هو أنّ ملامح اللامبالاة بادية على وجهه، في حين المخاطر تحيط به من كل جانب. إنّه يظهر في الفيلم بأشكال تنكّرية مختلفة، أحدها بشعر مستعار سيئ، وآخر ككرسي مقنع جداً. هذه الشخصية الشهيرة في عالم الأدب البوليسي لا يستطيع تأديتها إلّا ممثل مبدع كـ "روبرت"، الذي استطاع أن يلعب الدور بكل إتقان.

"جود لو" هو فنّان بارع كما شاهدنا أداءه الرائع في فيلمي "السيد ريبلي الموهوب" و"كولد ماونتن"، يعود هنا بشخصية الطبيب "واتسون" للمرّة الثانية وينضم لـ "هولمز" في مغامراته المشوّقة ويشكّلان ثنائيٍاً رائعاً جداً. الفنانة السويدية "نومي ريباس" تبدع في لعب شخصية العرّافة بعد أدائها المذهل في سلسلة أفلام "فتاة وشم التنّين"، وكذلك الفنانة "ريتشيل ماك آدامز" بشخصية "آدلر" تضيف نوعاً من الغموض على القصّة على الرغم من قلّة ظهورها في هذا الجزء، ولا ننسى "جاريد هاريس" الذي أدّى ببراعة دور البروفيسور "موريارتي". تصميم المواقع والأزياء متقن جداً، والتصوير مدهش للغاية وكذلك المؤثرات الصوتية والبصرية. المخرج "غاي ريتشي" تمكّن من إكمال ما بدأه في العام الماضي ولكن بشكلٍ أبهى وأكثر ابتكاراً، والفضل يعود لكتّاب النص السينمائي المذهل الذي تطلّب الكثير من الجهد والتدقيق حتّى يكون مُلّماً بالسلسلة القصصية الأصلية. تم إنتاج الفيلم بعام 2011.

ما يجب فعله الآن هو استرجاع ذكريات قصص "آرثر كونان دويل" وذلك من خلال مشاهدة هذا الفيلم الممتع من العيار الثقيل. عندما تصلون إلى النهاية، ركّزوا جيّداً وكونوا حذرين!!
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق