الاثنين، 21 أكتوبر 2013

The Young Victoria 2009


The Young Victoria

دراما رومانسية تاريخية حول الملكة فيكتوريا والعرش البريطاني

 

تستمر الروائع السينمائية التي تدور حول العرش الملكي البريطاني، وهذا الفيلم هو أحدها. الملكة "فيكتوريا" تُوِّجَت في عام 1837 وحكمت حتى عام 1901، وهي ملكة أعظم إمبراطورية عرفها العالم. تزوّجت الأمير "ألبرت" من العام 1840 ولغاية عام 1861، وبرغم بقائها أرملة طوال الأربعين عام اللاحقة، إلّا أنها تزوّجت من الرجل الذي أحبّته وباختيارها على عكس بقية الملِكات.
نراها في قمة عنفوانها وجمالها. كانت فتاة صغيرة ومرّت بطَيْشِ المراهقة واستاءت من السلطة ولم تُطِق تلقّي الأوامر، ووقعت في حب صديق بالمراسلة. هذه هي الرومانسية الإلكترونية في العصر الفيكتوري. فيلم "فيكتوريا الشابّة" يدور حول تلك السنوات الأولى.
الفنانة "إيميلي بلانت" تجعل من "فيكتوريا" امرأة لا تُقاوَم، مثلما رأينا الفنانة العظيمة "جودي دنش" وهي تؤدّي دورها وهي مسنّة في الفيلم الرائع "السيدة براون". الكاتب المبدع "جوليان فيلوس" كتب النص السينمائي لفيلم "دار الغرور" الذي يدور في نفس الحقبة الزمنية لهذا الفيلم، وكذلك النص المميّز لفيلم "منتزه غوسفورد" الذي نال عنه جائزة أوسكار ويظهر فيه عبقرية فائقة بعرض القوة والنفوذ والسلطة والمؤامرات والأسرار في منزلٍ مكتظ بأشخاصٍ غرباء. نصّه السينمائي لفيلم "فيكتوريا الشابّة" يجمع بين فيلميه السابقين بالأسلوب المميّز في عرض القصص. المخرج الفرنسي "جان مارك فالي" والكاتب "جوليان فيلوس" ركّزا على إظهار "فيكتوريا" في وسط نضال مصيري عظيم يتغذّى من مشاعرها المراهِقة.
هي وريثة العرش بعد عمّها الملك "وليام" الذي يقترب من الموت، ووالدتها دوقة "كِنْت" تقع تحت سيطرة السيّد الطموح "جون كونروي" الذي يتمنى أن يموت الملك قبل أن تتم "فيكتوريا" سن الثامنة عشرة، ومن ثّم ترشّحُه والدتًها الدوقة ليحكم المملكة كوصيّ مكان ابنتها.
تعيش "فيكتوريا" في عالمٍ محدود جداً، ولا تلتقي بأشخاص قبل أن يخضعوا للفحص في القصر، وليست لديها استقلالية وحياتها معلّقة لأسباب تتعلق بالمملكة، وقلبها حبيس معها أيضاً. ملك بلجيكا "ليوبولد" يأمل أن يزوّجها لابنه الأمير "ألبرت" الذي ليست لديه الحماسة لأن يكون رهناً، ومع ذلك يتم إطلاعه على هواياتها وما تحب وما تكره، وتصل المسالة إلى إرساله لمقابلتها. بشكل متعمّد أو غير مقصود، يكشف "ألبرت" لـ "فيكتوريا" أنّه تلقّى محاضراتٍ حول أذواقها. حين تتضّح الأمور ويعترف لها، يبدأ في كسب قلبها.
لكن ليس تماماً، فلا تزال هناك إغراءات اللورد الوسيم "ميلبورن"، وهو من الأشخاص الذين لا ترتاح لهم الأمّهات وبالتأكيد سيحذّرن بناتهن بشأنه، إلّا أنّ والدتها مستثناة من القاعدة. الفيلم أشبه بقصص "جين أوستن" الرائعة، وأنا أميل للأفلام البريطانية التاريخية لأنها تتشكّل من شخصيات حيّة وجميلة، ومواقع التصوير دائماً ما تأسرني لروعتها والأمر المميّز هو قيام البريطانيين بالاستعانة بمواقع تصوير حقيقية كقصر "ويست مينيستر". حاز الفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل تصميم أزياء وقد استحقّها حقاً، وترشّح لنيل جائزين أيضاً لأفضل تصميم مواقع وأفضل مكياج، وذلك بعام 2009.
الفنانة "إيميلي بلانت" بملامح وجهها الملائمة للعصر الفيكتوري تُظهر "فيكتوريا" المراهقة والشابة بأسلوب مبتكر ومميّز. النجم "روبرت فريند" قدّم أداءاً جميلاً بِدور "ويكهام" في فيلم "كبرياء وتحامل" قبل أعوام وأثبت أنّه نجم فيكتوري هو الآخر، وشخصية الأمير "ألبرت" خير مثال.
الفنان "جيم برودبينت" أدّى دور الملك "وليام" بشكل رائع وكذلك الفنانة "ميريندا ريتشاردسون" أبدعت في أداء دور الدوقة. بقيّة طاقم الممثلين، بما فيهم "بول بيتاني" و"توم كريشمان"، لعبوا أدوارهم بمهارة وإتقان. أضم هذا الفيلم في مكتبة روائع أفلام العرش الملكي البريطاني إلى جانب "إليزابيث" و"السيدة براون" و"الملكة" و"الدوقة" و"فتاة بولين الثانية" و"خطاب الملك".
الملكة "فيكتوريا" وهبت حياتها لشعبها ومملكتها، وقلبها وهبته لفارس أحلامها الأمير "ألبرت"، ومن خلال مشاهدتنا لهذا الفيلم نشعر بالروابط القوية التي تجمعهما، والمخرج حرص على إزالة الإطار الملكي الرسمي عن علاقة حبّهما المتحرّرة من قيود السلطة الملكية، وبدلاً من ذلك رسم لنا لوحة زيتية بألوان خلّابة لرجلٍ وامرأة جمعهما الحب والصداقة والإخلاص، وإطارها هو هذا الفيلم الرائع.
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق