الجمعة، 11 أكتوبر 2013

The Bucket List 2007


The Bucket List

قصّة مؤثّرة حول أعظم وأثمن اللحظات في حياة الإنسان!!


 
هل يمكنكم تصوّر شعوركم حين تعرفون بأنكّم ستموتون قريباً؟ هذه العبارة لا يرغب أي أحدٍ في سماعها. مع ذلك، هذه العبارة ستُلقى على مسامع رجلين مسنّين. "كارتر تشامبرز" هو ميكانيكي سيارات وربُّ أسرةٍ حنون، و"إدوارد كول" هو ملياردير يحب الترف ولكنّ سلوكه فظ ولا يتعاطف مع الآخرين. فيلم "قائمة الدلو" يدور حولهما.

الرجلان ينتهي بهما المطاف في غرفة مشتركة بالمستشفى، بسبب قرار إداري أصدره "إدوارد" بنفسه، حيث أنّ هذا المستشفى هو أحد أملاكه الكثيرة. في الواقع، وبرغم اختلافهما، توجد الكثير من الأمور المشتركة بينهما، فكلاهما يعاني من مرضٍ ميؤوس منه ولم يتبقَ لهما سوى بضعة أشهر للعيش. بخضوعهما معاً للعلاج الكيميائي، تتوطّد علاقة الصداقة بين "كارتر" و"إدوارد" ويبدآن بالحديث حول الحياة والموت.

يقوم "كارتر" بتطبيق أحد دروس الفلسفة التي تلقّاها في الجامعة، ويبدأ بكتابة "قائمة الدلو"، والتي تضم جميع الأمور التي يرغب في القيام بها قبل أن يموت. "إدوارد" الذي يرى نهايته تلوح في الأفق، يقوم بإضافة بعض الأمور إلى تلك القائمة، ثم يقترح أن ينطلقا معاً في رحلة حول العالم للقيام بكل تلك الأمور. "فيرجينيا"، زوجة "كارتر"، لا تشعر بالراحة أبداً نحو "إدوارد" ولا تتقبل فكرة أن يأخذ زوجها معه في رحلة حول العالم في الوقت الذي يتوجّب عليه قضاء ما تبقّى من حياته مع أسرته التي تحبّه.

هنا تحديداً نتعرّف على وجهة الفيلم. تجبرنا المَشاهد على الضحك ونحن نرى هاذين الرجلين وهما يعيشان لحظاتٍ صبيانية طائشة، ومع ذلك تنهمر دموعنا بشكل لا إرادي حين نشعر بأن حياتهما تقترب من النهاية. خلال تلك الرحلة تمرُّ حياة الرجلين بعدّة تحوّلات لم يشهدا مثلها من قبل، إذ يتعلم أحدهما أنّه على الرغم من الأمور القليلة التي اختبرها في حياته، إلّا أنه حظي بكل ما أراده، أمّا الآخر الذي لديه كل شيء يكتشف أخيراً أنّه لا يملك أي شيء. هل كل تلك الأحداث يمكن التنبؤ بها؟ ربما، ولكن هذا لا يهم، لأنّ الفيلم ينبّهنا لأهمّية تلك الرحلة ومدى تأثيرها على حياة الإنسان، خصوصاً في اللحظات الأخيرة.

فيلم "قائمة الدلو" يحقق توازناً دقيقاً بين الكوميديا والدراما، والفضل يعود للفنانَيْن العملاقين "مورغان فريمان" و"جاك نيكلسون" اللذين قدّما أداءاً مذهلاً لشخصيتَي "كارتر" و"إدوارد". "فريمان" كعادته ودود ولطيف، وشخصيته مغلفّة بالحكمة والمبادئ، كما أنّه يلعب دور الراوي في بعض الأحيان، وصوته الهادئ يذكّرنا بإبداعه في الفيلمين الرائعين "الخلاص من شاوشانك" و"فتاة المليون دولار". لقد أتقن تجسيد شخصية "كارتر"، وأظهره كنموذج للهدوء التام، حتّى حين يتلقّى الأخبار السيئة بشأن حالته الصحية. لقد أحببت تعابير الإحباط وخيبة الأمل التي بدت على وجهه الساكن وهو يرى في نفسه الرجل الذي أعطى كل وقته لأسرته طوال 45 عاماً.

في الجانب الآخر، "نيكلسون" يلعب شخصية "إدوارد" المتذمّر والمزعج بشكل مدهش للغاية، مثلما رأيناه في الفيلم الرائع "حول شميت". حين يبدأ "إدوارد" بإخبار "كارتر" عن كل المرح الذي يمكنهما الحصول عليه معاً من خلال القيام بالرحلة، لا نرتاح لحديثه لشعورنا بأنّه شرير، ونتمنى أن يعاني قليلاً بسبب سلوكه الفظ، ولكن حين نشاهده وهو يتألم مع أدوية السرطان لا يسعنا إلّا أن نشفق عليه، وسرعان ما يبدأ في كسب حبنا وعطفنا.

المخرج المبدع "روب راينر" تمكّن من خلق أجواءٍ مؤثرة ومليئة بالإنسانية من خلال النص السينمائي المتقن الذي كتبه "جاستن زاكهام"، وقد أحسن اختيار الممثلين وأفراد الطاقم الفني. هذا الفيلم يجيب على العديد من الأسئلة المهمة التي قد ترد في أذهان أي شخصٍ يعاني من مرضٍ عضال، وكذلك الآخرين من حولهم وهم يشعرون بعظمة الحياة حين يُدركون أنّها لن تدوم للأبد.
مناقشات "كارتر" و"إدوارد" تضرب أوتاراً حسّاسة ومهمّة بالرغم من كونها موجزة. يقول "إدوارد": "نعيش، ونموت، وعجلات الحافلة تدور وتدور". الفيلم يخبرنا أنّ الموتَ سهلٌ، بينما الكوميديا صعبة، ولكن الكوميديا التي تدور حول الموت هي الأصعب على الإطلاق.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق