الاثنين، 28 أكتوبر 2013

The Help 2011


The Help

دعوة للدخول إلى قلوبٍ بيضاء تصارع الألم وتنبض بالأمل

 

فيلم "المساعدة" هو فيلم يدور حول فترة مهمة في أمريكا. إنه يحكي قصة خادمات أمريكيات من أصل أفريقي يعبّرن عن مشاعرهن الحقيقة بشأن ربّات عملهن في البيوت خلال فترة الستينيّات. إنّه أيضاً حول قيامهن بجعل امرأة بيضاء شابة تكتب الكتاب الأكثر مبيعاً والذي يدور حولهن.
الفيلم رائع جداً، وأداء الممثلين مذهل للغاية. لقد تعلّقت بالشخصيات وتأثرتُ حقّاً. إنّها قصة تصارع الألم، ولكنّها لا تريدنا أن نشعر به. نحن لا نشاهد الأفلام دائماً من أجل رؤية الحقيقة الحارقة بقدر حاجتنا للطمأنينة والتشجيع والأمل. نحن نعلم أن العنصرية دنيئة وقاسية، إلاّ أنّ ليس كُلُّ الأشخاص البيضِ سيّئين.
القصة التي اقتُبِسَت من رواية شهيرة لـ "كاثرين ستوكيت" تسلّط الضوء على شابة تخرّجت للتو من الجامعة وتدعى "سكيتر فيلن"، وحين تعود لمدينتها تجد نفسها لا تتأقلم بسهولة مع المجتمع. قد تكون "سكيتر" هي البطلة في القصة، إلاّ أن الفيلم مميّز بسرقاته، فكل الممثلين يسرقون المَشاهد، واحداً تلو الآخر، محاولين جعل الفيلم يدور حولهم. أكثر السرقات تقوم بها شخصيتين أخريَتَين وهما: "إيبيلن كلارك" و"ميني جاكسون".
إنهما خادمتان، و"إيبيلن" أمضت حياتها وهي مربية أطفال، وقد ربّت العديد من الفتيات البيض. إنها تجيد عملها ومخلصة وتقدّم حُبّها لهن، ومع ذلك تكبر الفتيات بمرور السنوات ولديهن ميل لأن يصبحن مثل أمهاتهن، قاسيات وبلا رحمة. "ميني" هي خادمة تُطرَد من قِبَل ناشطة اجتماعية محلية، ثم توظفها امرأة بيضاء شقراء منبوذة من مجتمعها لأسباب تافهة. "إيبيلن" و"ميني" لديهما الصفات المشرقة لأن تكون هذه قصتهما.
سيدة المجتمع "هيلي هولبروك" تتسلّق المظاهر الاجتماعية بلا هوادة، وهي نفسها من تطرد خادمتها "ميني" بعد سنوات من الخدمة. الشقراء "سيليا فوتي" هي امرأة متزوجة من رجل أعمال ناجح، وتشعر باليأس في محاولاتها لإرضائه، فهي لم تتعلم شيئاً أبداً حول كيفية أن تكون ربّة منزل.
"ميني" تحتاج للوظيفة، وهي سعيدة للعمل معها. "سيليا" تريدها فقط أثناء النهار، حين يكون زوجها خارج المنزل، وذلك ليظن أنه يأكل طعاماً من طبخها ويُعجَب بطريقة ترتيبها للمنزل. "ميني" تساعدها في هذه المهمات وأكثر من ذلك، حيث تُسدي إليها النصائح حتى تصبح إنسانة أفضل.
تقوم "سكيتر" بإقناع "إيبيلين" وكذلك "ميني" لكي تتحدثا معها بكل صراحة وحريّة، وتشاركهما هي الشعور بالألم والظلم، ومع المضي في مشروع الكتاب، تتوسّع بصيرتها ويزداد غضبها. في حبكة فرعية حزينة تدور حول سر اختفاء مربيّة "سكيتر" المحبوبة التي عملت في منزل العائلة لمدة 29 عاماً واختفت بينما كانت "سكيتر" تدرس في الجامعة، وتكشف والدتها لاحقاً سر اختفائها، وبعد الإفصاح عنه تشعر "سكيتر" باستياء شديد وذلك من خلال مشهدٍ مؤثر، وكان حينها الأوان قد فات.
الفيلم من إخراج "تيت تايلور" وهو نفسه من كتب النص السينمائي الرائع. الفنانتان "فيولا ديفيس" و"أوكتيفيا سبينسر" جسّدتا دورَيْ الخادمتين "إيبيلين" و"ميني" بكل إتقان وإبداع. النجمة "جيسيكا شاستين" أبدعت في أداء شخصية "سيليا" بملامحها الساذجة. الفنانة الواعدة "إيما ستون" أثبتت جدارتها من خلال شخصية "سكيتر"، وكذلك النجمة "برايس دالاس هاورد" أدّت دور "هيلي" المتعجرفة بشكلٍ رائع. حاز الفيلم بعام 2011 على جائزة أوسكار لأفضل ممثلة مساعدة "أوكتيفيا سبينسر" وترشّح لنيل 3 جوائز أخرى لأفضل فيلم وأفضل ممثلة "فيولا ديفيس" وأفضل ممثلة مساعدة "جيسيكا شاستين".
فيلم "المساعدة" هو ملحمة حميمية تدور حول كل هؤلاء الشخصيات. إنّه ليس حول صراع الأبيض والأسوَد، بل هو محاولة انسجام كلا اللونين في عالم خالٍ من الألوان. لا تزال صراعات الألوان قائمة ولكن يبقى حلمنا قائماً أيضاً بأن تكون حياتنا "قوس قُزَح".
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق