الخميس، 31 أكتوبر 2013

Snow White and The Huntsman 2012


Snow White and The Huntsman

القصة الأسطورية الشهيرة تعود بأسلوب مبتكر ومميّز

 

فيلم "سنووايت والصيّاد" يعيد صياغة القصة الأسطورية الشهيرة بجمالٍ خلّاب وخيالٍ مدهش. إنّه آخرُ شيءٍ يتوقّعه المُشاهِد من فيلمٍ بعنوانٍ كهذا، والفيلم يتعثّر في سرد القصة، لأنّ "سنووايت" يجب أن تكون طيّبة جداً و"الملكة" يجب أن تكون شريرة جداً. ليس هناك مجال لفارقٍ بسيط، ولهذا السبب النهاية محدّدة سلفاً، ولكن كم هي رحلة رائعة.
إنّ "سنووايت" هنا أكبر سنّاً من أيّ فيلم آخر، وقد أمضت سنوات طويلة وهي حبيسة في غرفة مظلمة بقلعة والدها الراحل على يد زوجته الشريرة، وحين تهرب تخطّط لتصحيح الأمور ووضع حدّ لما يحصل في مملكتها. إنّها الآن فتاة ناضجة، وتلقى اهتمام شابّين ينضمّان في مهمّتها، ولكن الفيلم لا يتلفّ حول الرومانسية، وبطريقةٍ ما أعتقد أنّ الأمر حكيم.
الصيّاد هو شابٌ شجاع وذو بنية قويّة، وتكلّفه الملكة لتعقّب "سنووايت" وإعادتها للقلعة. لا يمضي وقتٌ طويل حتى يقابلها، وبشكلٍ غير متوقع يُعجَب بشجاعتها. هناك أيضاً الأمير الوسيم "وليام" الذي يحبّها منذ الطفولة، والشابّين ينضمّان في تحالف غير معلن.
الملكة تعيش في رعب وهي خائفة أن تفقد جمالها وشبابها، ولذلك تتغذّى على دماء الفتيات لاستعادة ذلك. بشكلٍ مستمر تقوم بسؤال مرآتها السحرية عمّا إذا كانت هي أجمل امرأة في العالم. إنّها تمتلك قوى خارقة للطبيعة، وتستطيع أن تتحوّل إلى سربٍ من الطيور السوداء، وشقيقها يساعدها أيضاً في الأعمال الشريرة.
يتم تقديم كل ذلك بمؤثّرات بصرية متقنة جداً، ولا ننسى الغابة المظلمة المحظورة وأرض الجنّيات السحرية. هاذان العالمان الخياليان يقعان بالقرب من القلعة، وبالمؤثرات المدهشة نشعر وكأنهما حقيقيَيْن. يتم الاستعانة بالصيّاد في تلك المهمة الصعبة لأنه يعرف الغابة جيّداً والتي يخافها الجميع، حيث لا توجد بها حياة وهي مكتظة بالعظام السميكة والأشجار الميتة، كما لو أنّ هناك لعنة حلّت بكل ما هو أخضر. تشعر "سنووايت" بالخوف في هذه الغابة، وبعد أن ينقذها الصيّاد يسعدان جداً بالعثور على الأقزام الثمانية.
نعم، ثمانية. على الرغم من أنّ أحدهم يلقى حتفه، فيرجع العدد إلى سبعة، كما هو معروف في القصة الأصلية. هذه الشخصيات تبدو مألوفة بشكلٍ غريب، ولا عجب باستخدام المؤثرات الخاصة التي قدّمت نخبة من الممثلين البريطانيين في أدوار الأقزام، كالنجوم "إيان ماكشين" و"بوب هوسكينز" و"توبي جونز" وغيرهم، والذين جميعهم أدّوا أدوارهم بشكل مميّز.
نصل معهم إلى أجمل بقعة في الفيلم، وهي أرض الجنيات المسحورة، وننبهر بالمخلوقات الغريبة فيها، وكم هو جميل منظر الفطر وهو ينظر للزوّار، وكذلك الحيوانات اللطيفة التي تعدو وتقفز فرحاً في الغابة، وأعتبر ذلك بمثابة تكريم واحتفاء بمشهد الغابة في فيلم ديزني الأول بعام 1937 "سنووايت والأقزام السبعة". المخلوقات والجنيّات عراة وبشرتهم شاحبة والحكمة تملأ وجوههم، وتتجسّد روح الغابة في ظبيّ أبيض جميل بعينيه الرائعتين والقرون الممتدة بتعقيدٍ رهيب. هذا مشهدٌ خلّاب، ويعود الفضل للمخرج "روبرت ساندرز" الذي صاغ كل هذا الإبداع في أول عمل سينمائي له على الإطلاق.
الممثلة "كريستين ستيوارت" بشخصية "سنووايت" والنجم "كريس هيمسوورث" بشخصية "الصيّاد" كانا مناسبين جداً لأداء أدوارهما، وقد قدّما أداءاً مميّزاً. الفنانة الرائعة "شارليز ثيرون" فاتنة كعادتها على الرغم من أدائها لدور الملكة الشريرة، إلّا أنّها فنانة موهوبة وتستطيع تقمّص كل الشخصيات بإبداع. ترشّح الفيلم لجائزة أوسكار لأفضل تصميم أزياء بعام 2012.
هناك الكثير من المعارك الضارية كالتي شاهدناها في أفلام العصور الوسطى كسلسلة "سيّد الخواتم" العظيمة وغيرها، وقد كانت متقنة جداً وممتعة بصرياً. إنّه فيلمٌ رائع، وقد سمح بتعقيد القصّة الأصلية التي كتبها الأخوان "غريم"، وبأسلوب مبتكر قام بتحريفها وإعادة رسم الشخصيات من جديد والاستعانة بمؤثرات بصرية مدهشة. "سنووايت والصيّاد" مغامرة لا تُنسى.
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق